وقوله : لا يبأء : من أبأته ، أبيئه ، إباءة وهو أخذ القود والقصاص. وهو الجزاء. يقول جدار أن يباء الدم بالدم ، ويروى : لا يبوء الدم بالدم ، أي : حذار أن تبوء دماؤهم بدماء من قتلوه. وأنشد سيبويه البيت شاهدا على الجزم في جواب الطلب ، فجزم «لا يبأء» لأنه جواب «ألا تنتهي» [سيبويه ج ١ / ٤٥٠ ، والنحاس ٢٩٤ ، واللسان (بوأ).
(٤٤٥) الشاتمي عرضي ولم أشتمهما |
والنّاذرين إذا لم ألقهما دمي |
من معلقة عنترة بن شداد. وقبل البيت :
ولقد خشيت بأن أموت ولم تكن |
للحرب دائرة على ابني ضمضم |
وابنا ضمضم : هما هرم وحصين ابنا ضمضم المرّيان ، وكان عنترة قتل أباهما فكانا يتوعدانه.
وقوله : الشاتمي عرضي : أي : اللذان شتما عرضي. والنون حذفت من المثنى (الشاتمي) للتخفيف. تقول : جاء الضاربا زيد ، والمعنى الضاربان زيدا. وإنما جاز أن تجمع بين الألف واللام والإضافة ، لأن المعنى «الضاربان زيدا».
وقوله : إذا لم ألقهما : تقرأ همزة «القهما» دون تحقيق للوزن ، ولذلك يروى (إذا لقيتمها) والناذرين : مثنى الناذر ، من نذرت دم فلان إذا أبحته.
والشاهد (الناذرين) حيث عمل عمل فعله وهو مثنى اسم الفاعل. وتثنية اسم الفاعل وجمعه كالمفرد في العمل والشروط. [الأشموني ج ٢ / ٢٩٩ ، وشروح المعلقات].
(٤٤٦) وتشرق بالقول الذي قد أذعته |
كما شرقت صدر القناة من الدم |
البيت للأعشى.
والشاهد (شرقت صدر القناة) فقد أنّث الفعل ، مع أن الفاعل (صدر) مذكر ، ولكنه لما أضافه للقناة سرى منها التأنيث إليه ، فالمضاف يستفيد من المضاف إليه التأنيث. [الخزانة ج ٥ / ١٠٦ ، والأشموني وعليه العيني ج ٢ / ٢٤٨] وسيبويه ج ١ / ٢٥ واللسان ـ صدر. والهمع ج ٢ / ٤٩ ، والخصائص ج ٢ / ٤١٧].
(٤٤٧) تركنا أخا بكر ينوء بصدره |
بصفين مخضوب الجبين من الدّم |