قافية الهاء
(١) واها لسلمى ثمّ واها واها |
يا ليت عيناها لنا وفاها |
منسوب إلى رؤبة بن العجاج ، ولأبي النجم العجلي ، ولأبي الغول الطهوي من أهل اليمن.
والبيت شاهد أن «واها» في المواضع الثلاثة ، اسم فعل مضارع بمعنى أعجب مثل «وي» ومثل «وا» وقد رفع ضميرا مستترا فيه وجوبا تقديره «أنا» وفي البيت «عيناها» يروى بالألف ، على لغة قوم من العرب يلزمون المثنى الألف في الأحوال كلها ، وهو بهذا اللفظ ، منصوب بفتحة مقدرة على الألف. ولو نصبه بالياء لصح شعرا ولغة ، ولكنهم يروونه بالألف. [شرح أبيات المغني / ٦ / ١٤٤ ، والأشموني / ٣ / ١٧ ، وشرح التصريح / ٣ / ١٩٧].
(٢) ألقى الصحيفة كي يخفّف رحله |
والزاد حتى نعله ألقاها |
منسوب إلى أبي مروان النحوي ، يقوله في قصة المتلمس وفراره من عمرو بن هند وكان عمرو بن هند قد كتب له كتابا إلى عامله يأمره فيه بقتل المتلمس ، وأوهم المتلمس أنه أمر له بعطاء عظيم ، ففتحه ، فلما علم ما فيه رمى به في النهر. وبعد البيت :
ومضى يظنّ بريد عمرو خلفه |
خوفا وفارق أرضه وقلاها |
والشاهد : «حتى نعله ألقاها» فمن شرط العطف بحتّى أن يكون المعطوف بها جزءا من المعطوف عليه ، إما تحقيقا مثل «أكلت السمكة حتى رأسها» أو تقديرا ، كما في البيت. على رواية النصب. فإنّ النعل وإن لم تكن جزءا من الذي قبلها على وجه الحقيقة فهي جزء منه بسبب التأويل فيما قبلها ، لأن معنى الكلام : ألقى كلّ شيء يثقله حتى نعله ، ولا شك أن النعل بعض ما يثقله. ويجوز في البيت «رفع نعله» وتكون حتى ابتدائيه وما بعدها