قافية الميم
(١) فما ترك الصّنع الذي قد صنعته |
ولا الغيظ منّي ليس جلدا وأعظما |
البيت للأحوص الأنصاري من قصيدة أرسلها إلى عمر بن عبد العزيز وهو منفي بجزيرة دهلك ، والبيت شاهد على أن «ليس ولا يكون ، وخلا ، وعدا» ، لا يستعملن في الاستثناء المفرّغ. وقد جاء التفريغ في ليس كما في البيت ، فإن المستثنى منه محذوف ، أي : ما ترك الصّنع شيئا إلا جلدا وأعظما ، فالمنصوب بعد ليس خبرها. [الخزانة / ٣ / ٣٣٧].
(٢) فهل لكم فيها إليّ فإنني |
طبيب بما أعيا النّطاسيّ حذيما |
البيت لأوس بن حجر. والتقدير : فهل لكم ميل فيها.. يعود الضمير إلى المعزى المذكورة في الأبيات السابقة. والبيت شاهد على حذف مضاف ، أي : ابن حذيما ، فحذف المضاف. وابن حذيم : طبيب مشهور عند العرب في الجاهلية. [الخزانة / ٤ / ٣٧٠ ، وشرح المفصل / ٣ / ٢٥ ، والخصائص / ٢ / ٤٥٣].
(٣) فذلك إن يلق الكريهة يلقها |
حميدا وإن يستغن يوما فربّما |
.. فذلك.. الإشارة إلى الصعلوك في بيت أول المقطوعة :
لحا الله صعلوكا مناه وهمّه |
من الدهر أن يلقى لبوسا ومطعما |
أي : ذلك الصعلوك الذي يساور همه ولا يثنيه شيء عن الغزو للغنائم ، إن أدركته المنيّة قبل بلوغ الأمنية لقيها محمودا إذ كان قد فعل ما وجب عليه. وإن نال الغنى يوما ، فكثيرا ما يحمد أمره. والبيت الأول شاهد على أن الفعل قد يحذف بعد ربّما ، والتقدير : يحمد أمره. والبيت الشاهد منسوب إلى عروة بن الورد ـ ومنسوب إلى حاتم ، وعند حاتم أبيات ميميّة فيها بعض ألفاظ البيت... ولعروة بن الورد قصيدة رائية ، وفيها البيت بألفاظه ما عدا القافية وهو :