[الأشموني ج ٣ / ٢١٦ ، والعيني ٤ / ٣٣٩].
(٤٦٦) ظللنا بمستنّ الحرور كأنّنا |
لدى فرس مستقبل الريح صائم |
البيت لجرير. وعنى بمستنّ الحرور : موضع جري السراب ، وقيل : موضع اشتداد حرّها ويجوز أن يكون مجرى الريح. والصائم من الخيل : القائم الساكن الذي لا يطعم شيئا. والصائم : القائم على قوائمه الأربع. والخلاف : هل تكون «صائم» صفة لفرس ، أو صفة لمستقبل. قال ابن جني إن الوصف لا يوصف ، ولهذا فلا تكون «صائم» صفة لمستقبل لأنه اسم فاعل بمنزلة الفعل والجملة ، وإن كثرت الصفات فهي للأول.
وقال السيوطي : كل اسم قابل للوصف ، وقد أجاز سيبويه «يا زيد الطويل ذو الجمة» على جعل «ذو الجمة» نعتا للطويل. وجعل صائما من قوله (لدى فرس ـ الخ) صفة لمستقبل وهو عامل. [الهمع ج ٢ / ١١٨ وسيبويه ج ١ / ٢١١ ، والدرر ج ٢ / ١٤٩].
(٤٦٧) فرّت يهود وأسلمت جيرانها |
صمّي لما فعلت يهود صمام |
البيت للأسود بن يعفر ـ وهو جاهلي. ويهود : جرى من كلامهم مجرى القبيلة فهو معرفة مؤنث ممنوع من الصرف. ومعنى : صمّي : اخرسي. أمر من «صمم» من باب علم أصله «اصممي» بوزن اعلمي. والخطاب للداهية ، التي هي «صمام» على وزن فعال كقطام اسم للداهية ، وصمام : منادى. ومعنى صمي يا صمام أي : زيدي يا داهية ومنهم من جعل الضمير في صمّي ، للأذن ، وصمام اسم فعل مثل نزال ، أي : صمّي يا أذن لما فعلت يهود صمام ، وعلى المعنى الثاني ، استشهد به الأشموني ، على التوكيد اللفظي ، لتقوية اللفظ بموافقة معنى. [الأشموني ج ٣ / ٨١ ، والعيني ، واللسان ، هود وصمم].
(٤٦٨) صدّت كما صدّ عمّا لا يحلّ له |
ساقي نصارى قبيل الفصح صوّام |
البيت للنمر بن تولب. قال النحاس : جعل النصارى نكرة. يدلك على ذلك ، أنه وصفهم بنكرة ، فقال : صوّام ، وجعل واحدهم : نصران ـ كسكران ، وسكارى. والفصح : أراد به عيد الفصح عند النصارى ، وهو عيد نهاية الصوم عندهم. [النحاس ص ٣١٣ ، وكتاب سيبويه ج ٢ / ٢٩].
(٤٦٩) أرى النّيك يجلو الهمّ والغمّ والعمى |
ولا سيّما (إن نكت) بالمرس الضّخم |