والوجه الثاني : كسر همزة إنّ على تقدير أنّ ما بعدها جملة غير محتاجة إلى شيء.
وعلى هذا يجوز. فتح همزة (أن) وكسرها ، بعد إذا الفجائية [الخزانة / ١٠ / ٢٦٥].
(٧٩) على حالة لو أنّ في القوم حاتما |
على جوده لضنّ بالماء حاتم |
.. للفرزدق يفخر بإيثاره بالماء غيره. ولكن البيت على هذه الرواية ـ بالضم ـ يكون فيه إقواء ، لأن قافية القصيدة مجرورة ، ويروى الشطر الثاني. على جوده ضنّت به نفس حاتم» وقبل البيت المرويّ :
فآثرته بالماء لما رأيت الذي به |
على القوم أخشى لا حقات الملاوم |
وقوله : على حالة : الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير في قوله «آثرته» أقصد الضمير المستتر.
لو : حرف شرط. و «أنّ في القوم حاتما» مؤول بمصدر مرفوع فاعل لفعل الشرط المحذوف. على جوده : متعلقان بـ (ضن) الآتي. (وعلى جوده) «على» هنا بمعنى «مع».
والبيت شاهد لغوي على أن كلمة (الحال) قد يؤنث لفظها فيقال «حالة» ولفظ «الحال» يذكر ويؤنث ، والتأنيث هو الأفصح ، يقال : حال حسن ، وحال حسنة. [شذور الذهب / ٢٤٥].
(٨٠) فيها اثنتان وأربعون حلوبة |
سودا كخافية الغراب الأسحم |
من معلقة عنترة بن شداد العبسي.
وحلوبة أي : محلوبة. تستعمل بلفظ واحد للمفرد والمثنى والجمع.
والخافية : للطائر أربع خواف ، وهو ريش الجناح مما يلي الظهر. والأسحم : الأسود.
والشاهد : «سودا» يروى بالنصب : ويحتمل ثلاثة أوجه : الأول. صفة لحلوبة والثاني : حال من العدد. الثالث : حال من حلوبة.
ويروى بالرفع : فهو نعت لقوله «اثنتان وأربعون» لأنهما بمنزلة قولك : «جاء زيد وعمر الظريفان».