البيت للحطيئة : الأثافي : جمع أثفية ، وهي الحجارة التي توضع عليها القدر. والطويّ بتشديد الياء ، وصارات : اسمان للمكانين. والاستثناء في إلا أثافيها : تام موجب ـ وحقه أن ينصب بتحريك الياء في أثافيها ، لأن الياء تظهر عليها الفتحة ولكن الشاعر سكّن الياء وقدّر النصب ، ضرورة. ويحتمل أن تكون «أثافيها» مرفوعة من قبيل الحمل على المعنى ، لأن «عفت» بمعنى انمحت ، وكأنه قال : لم يتبق إلا أثافيها ، وهذان التأويلان على تقدير أن الأثافي ، مخففة الياء المنقوصة (أثافي) بدون تشديد وإلا فهناك لغة أقوى بتشديد الياء (أثافيّها) ولكنها لا تصلح للقراءة هنا ، مع صحة الوزن بها ، لأن البيت مصرّع ، فإذا قرأنا بالتحريك ، والتشديد اختلفت موسيقا العروض عن الضرب. [ديوان الحطيئة ، وسيبويه ج ٢ / ٥٥ ، وشرح المفصّل ج ١٠ / ١٠٢].
(٣٠) قبيلة ألأم الأحياء أكرمها |
وأغدر الناس بالجيران وافيها |
لحسان بن ثابت. أنشده السيوطي شاهدا على جواز تقديم الخبر على المبتدأ إذا تساوى المبتدأ والخبر في التعريف. وهنا : أكرمها مبتدأ ، وألأم خبر ، أي : أكرمها ألأم الأحياء ، وسوّغ التقديم وجود قرينة مانعة من التوهم بابتدائية الخبر ، إذ المراد الإخبار عن «أكرمها» بأنه ألأم الأحياء. وعن «وافيها بأنه أغدر الناس». [الهمع / ١ / ١٠٢ ، والدرر برقم (٣٢٨).
(٣١) أليس عجيبا بأنّ الفتى |
يصاب ببعض الذي في يديه |
البيت لمحمود الورّاق بن الحسن ـ متوفى في خلافة المعتصم في حدود سنة ٢٣٠ ه وأكثر شعره في الوعظ.
والبيت شاهد على أنّ الباء قد زيدت في اسم ليس المؤخر. وترتيب الكلام : أليس مصاب الفتى. عجيبا.
والبيت مع بيتين بعده ، هما :
فمن بين باك له موجع |
وبين معزّ مغذّ إليه |
|
ويسلبه الشّيب شرخ الشباب |
فليس يعزّيه خلق عليه |
[شرح أبيات المغني ج ٢ / ٣٨٥ ، والمغني ، وحاشية الأمير ١ / ١٠٢].
(٣٢) لو لا تعوجين يا سلمى على دنف |
فتخمدي نار وجد كاد يفنيه |