اتّخذ من السنّة والالتزام الحرفيّ بها مذهباً له ، ومال بعض إلى الأقيسة والاستحسانات.
هذا علىٰ صعيد الواقع الفقهيّ ، أما على الصعيد المذهبيّ والعقائديّ ، فقد حدثت هناك صدمة في واقع الإسلام بعد الاختلاف في قضيّة خلافة الرسول صلى الله عليه واله وفي الخليفة بعده.
وقد أرجع بعض الكتّاب نشوء المذاهب والفرق التي تكوّنت بعد حادقة السقيفة إلىٰ تظافر عدة عوامل منها :
١ ـ ابتعاد الاُمّة عن الخط الرسالي الصحيح المتمثّل بالأئمّة ، سلام الله عليهم.
٢ ـ بروز ظاهرة تحريف الأخبار الواردة عن الرسول صلى الله عليه واله وتأويلها بما يناسب الحكام في ذلك الزمان.
٣ ـ الأفكار المستوردة من اليونان والهند بعد اتّساع ارقعة الأُمّة الإسلاميّة عبر الفتوحات الّتي حصلت في عهد الخليفة الثاني ومن بعده.
٤ ـ الرواسب القبليّة الّتي كانت ولا تزال آثارها باقية في نفوس بعض الأعراب ممّن دانوا بالإسلام لا عن عقيدة واقتناع واضحين.
وفي مقابل كل ذلك ظلّت مدرسة أهل البيت عليهم السلام محافظة علىٰ نهجها الرسالي الّذي رسمه رسول الله صلى الله عليه واله لها ، سواء علىٰ صعيد الفروع أو الاُصول. وتمثّل امتداده بإفاضات أهل البيت عليهم السلام سبل