الهداية لهذه الاُمّة والتصدّي لكلّ انحراف أو فكر دخيل على الإسلام يطرأ علىٰ معتقدات الناس أو أحكامهم (١).
وكان للأئمّة عليهم السلام دور بارز في شدّ عرىٰ الاُمّة ، وتأليف كلمتهم ، وتوجيه الساسة والحكام ، وتقديم النصح الخالص لهم. ولو تتبّعنا هذا لرأيناه معلماً بارزاً في حياة كل حلقة من حلقات السلسلة الذهبيّة المباركة. فكم أبدىٰ أمير المؤمنين عليه السلام من حل لكثير من قضايا عويصة اعترضت الخلفاء الثلاثة حتّىٰ قال فيه أبو بكر : (أقيلوني فلست بخيّركم وعليّ فيكم) (٢).
وقال عمر بن الخطّاب : (لولا عليّ هلك عمر) (٣).
وقال : سعيد بن المسيّب : (كان عمر يتعوّذ بالله عن معضلة ليس لها أبو الحسن) (٤).
وقال : (عليّ أفضلنا) (٥).
وقال : (عليّ أقضانا) (٦).
ولعلّ من أبرز مظاهر ذلك وقوف الحسنين عليهما السلام دون عثمان في تلك الفتنة المشهورة ، وإصابة الحسن عليه السلام وهو يدافع عنه.
__________________
(١) انظر الملل والنحل (السبحاني) ٤٧ : ١ ـ ١٠٩.
(٢) تجريد الاعتقاد : ٢٤٤ ، إحقاق الحقّ ٢٣٩ : ٨.
(٣) إحقاق الحقّ ١٨٢ : ٨ ـ ١٩٢ ، ذخائر العقبىٰ : ٨٢.
(٤) إحقاق الحقّ : ١٩٣ : ٨ ـ ٢٠١ ، كفاية الطالب : ٢١٧ ، الاستيعاب (هامش الإصابة) ٣٩ : ٣.
(٥) الاستيعاب ٢٠٥ : ٣.
(٦) الاستيعاب (هامش الإصابة) ٣٩ : ٣.