ومن أراد ان يستزيد فليرجع إلىٰ موصوعة (إحقاق الحقّ) (١).
وهذا الإمام الباقر عليه السلام ينقذ الدولة الإسلاميّة وعبدَ الملك بن مروان من أزمة اقتصاديّة كادت تعصف بالدولة آنذاك حينما هدّد ملك الروم عبدَ الملك إن هو لم يَنْصَع له أن يقطع عنه المسكوك من العملة. وكان أشار الباقر عليه السلام بضرب النقود في البلاد الإسلاميّة؛ كي تتحرّر من تبعيّتها لدولة الروم (٢).
وهكذا حال سائر الأئمّة ـ صلوات الله عليهم ـ إماماً بعد إمام ، فهم لا يألون الخلفاء نصحاً ، ولا يبخلون عليهم بتوجيه؛ وكلّ ذلك من أجل بقاء هذه الدولة الّتي قامت بالإسلام مع علمهم ـ سلام الله عليهم ـ بما لهم من الحق في سياستها ورئاستها وريادتها.
وكان الأئمّة عليهم السلام يحثّون شيعتهم علىٰ وحدة الكلمة؛ حفاظاً علىٰ وحدة المسلمين ، فهذا رئيس المذهب الإمام الصادق عليه السلام يحثّ على الصلاة مع إخواننا أهل السنّة حتّىٰ إنّه قال : «من صلّىٰ معهم في الصفّ الأوّل ، كان كمن صلّىٰ خلف رسول الله صلى الله عليه واله في الصفّ الأوّل» (٣).
وفي بعضها : «كالشاهر سيفه في سبيل الله» (٤).
والإسلام الحنيف إذا كان يدعونا للحوار مع أهل الكتاب ويؤكّد
__________________
(١) إحقاق الحقّ ١٨٢ : ٨ ـ ٢٤٢.
(٢) انظر حياة الحيوان الكبرىٰ ٩٠ : ١ ـ ٩١.
(٣) الكافي ٣٧٩ : ٣/ باب : الرجل يصلّي وحده ثم يعيد جماعة ، ح ١. الأمالي (الصدوق) : ٤٩٩/٦٠٦.
(٤) التهذيب ٢٧٧ : ٣/٨٠٩.