علىٰ ذلك : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ) (١) ، فإن الدعوة إلى الحوار داخل الهيكل الإسلامي هي أكثر مطلوبيّة ، فصاحب البيت أدرىٰ بالّذي فيه؛ ولذا نجد الأئمّة ـ سلام الله عليهم يؤكّدون علىٰ هذا الجانب عبر إرشاداتهم ووصاياهم للاُمّة. يقول أمير المؤمنين عليه السلام : «والزموا السواد الأعظم؛ فإن يد الله مع الجماعة وإيّاكم والفرقة؛ فإن الشاذّ من الناس الشيطان» (٢).
وكيف لايكون هذا ، والرسول صلى الله عليه واله يقول : «الناس مثل أسنان المشط ، لا فضل للعربيّ على العجميّ ولا للأحمر على الأسود إلّا بالتقوىٰ؟» (٣)
وعلى أيّة حال ، فإن دعوة أئمّتنا ـ سلام الله عليهم ـ واضحة في مجال الوحدة والانتظام في صفّ الجماعة شريطة مراعاة أحكامها ولوازمها. وقد سار علماؤنا علىٰ هذا النهج؛ إرساء لدعائم الدين عبر الحفاظ علىٰ قاعدته متراصّة قويّة ، وكان ممّن أدلىٰ بدلوه في هذا الباب ، وأولىٰ هذا الأمر أهميّة كبرىٰ في نشاطه العلمي. مؤلّف هذا الكتاب سماحة العلّامة الحجّة الشيخ محمد صالح المبارك القطيفي.
الكتاب ومنهجيّة المؤلّف فيه
وقد اتّبع في كتابه هذا طريق التقريب بين المسلمين ودعوتهم إلىٰ فهم بعضهم البعض قبل أن يكيل أحدهم الاتّهامات الجائرة
__________________
(١) آل عمران : ٦٤.
(٢) نهج البلاغة : ٢٤١/ الكلام : ١٢٧.
(٣) الاختصاص : ٣٤١.