بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحيمِ
الحمد لله علىٰ عميم آلائه وجزيل نعمائه ، وله الشكر ملء أرضه وسمائه ، والصلاة والسلام علىٰ محمّد وآله أشرف أنبيائه.
وبعد :
فيحصل الغرض في مقدّمة وفوائد.
أما المقدمة ففي الوحدة والاتّحاد ، قال جلّ اسمه في الكتاب المبين العزيز : (وَاعتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَميِعَاً وَلا تَفَرَّقُوا) (١).
وظاهر الآية الإرشاد إلىٰ ما في الاتحاد من المصلحة وما في الافتراق من المفسدة؛ وهما من الاُمور الوجدانية التي يدركها كلّ من له شعور كما يدرك عوارضه الشخصيّة ، وحكم العقل بذلك أشدّ وضوحاً من حكمه بحسن الإحسان وقبح الظلم والعدوان.
الكلام في الوحدة والاتّحاد
ولا يتوقّف تحقّق الاتّحاد علىٰ عدول كلّ إلىٰ ما عليه الآخر؛ لأنه
__________________
(١) آل عمران : ١٠٣.