وبعضهم منع من الانفصال في هذه المسألة لإمكان الاتصال.
قوله : (أو الحذف) يعني أن حذف العامل من مواقع الانفصال ، مثاله في المرفوع : (إن أنت أكرمت أكرمت) (لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ)(١) وفي المنصوب (إياك والشرّ) و (إن إياه ضربت ضربت) لأنه لا شيء يتصل به إذا حذف عامله (٢).
قوله : (أو بكون العامل معنويا) وذلك هو الابتداء في المبتدأ نحو : (أنت القائم) و (القائم أنت) ، في (ما) الحجازية نحو : (ما أنت قائما) و (إن) النافية نحو :
[٣٧٣] إن هو مستوليا على أحد |
|
إلا على أضعف المجانين (٣) |
فأما على لغة تميم فقد دخل في قوله (أو يكون العامل معنويا) (٤) لأنه لا عمل لها عندهم ، وإنما كان منفصلا ، لأنه لو اتصل وجب استتاره (٥) والحرف متعذر فيه الاستتار ، لأنه عدميّ لا يمكن الاتصال به.
__________________
(١) الإسراء ١٧ / ١٠٠ ، والآية : (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا).
(٢) العبارة مأخوذة من شرح المصنف ٦٧ بتصرف.
(٣) البيت من المنسرح ، وهو بلا نسبة في الجنى الداني ٢٠٩ ، والمقرب ١ / ١٠٥ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ٢٠٣ ، وأوضح المسالك ١ / ٢٩١ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٦٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٢١٨.
والشاهد فيه قوله : (إن هو مستوليا) حيث عملت (إن) عمل ليس فرفعت المبتدأ ونصبت الخبر.
(٤) قال ابن الحاجب في شرحه ٦٧ : (كالمبتدأ أو الخبر لأنه إذا كان معنويا تعذر الاتصال به ، إذ لا يتصل لفظ بما ليس بلفظ).
(٥) لأنها تعمل عند أهل الحجاز ، قال ابن الحاجب في شرحه ٦٧ : (لأنه لو اتصل لوجب استتاره إذا كان مفردا غائبا فيؤدي إلى أن يستتر الضمير في الحرف ، وهو على خلاف لغتهم كقولك (زيد ما هو قائم) على لغة أهل الحجاز ، وأما على لغة بني تميم فهو داخل في باب كون العامل معنويا لأنه مرفوع بالابتداء).