وأجاز اختلاف الجزاء والشرط في المضي والاستقبال نحو : (إن تكرمني اليوم فقد أكرمتك أمس) وعليه : (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ)(١) و (إن آمنت فستدخل الجنة) وتأوله الجمهور على أن المعنى : (إن تعد بإكرام اليوم أعد بإكرامك أمس) أو أن يكون إكرامك اليوم سببا بالإخبار بإكرامي لك أمس ، وإن يسرق فلا تستبعدوا ذلك منه ، فقد سرق أخ له من قبل ، وإن آمنت فأنت مستحق لدخول الجنة أو قيل : وعدك الله دخول الجنة ، وأما البيت فقال مبرمان (٢) الرواية فتح (أن) وهي مخففة من الثقيلة ، والجمهور تأولوه بحرف الشرط تقديره : إن افتخر مفتخرا بحزّ أذنا قتيبة الواقع فيما مضى غضبت ، وإن علمت بذلك غضبت.
قوله : (ولو [عكسه](٣)) أصلها الشرطية ، وقد تأتي للتمني ، وذلك حيث لا يكون معناها [ظ ١٤٦] المضي ولا جزاء لها ، أو مجاب بالفاء
__________________
(١) يوسف ١٢ / ٧٧ وتمامها : (... فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً وَاللهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ).
(٢) مبرمان هو : محمد بن علي ابن إسماعيل أبو بكر العسكري مات سنة ٣٤٥ ه وله من التصانيف شرح كتاب سيبويه ، وشرح كتاب الأخفش والنحو المجموع على العلل وغيرها.
ينظر ترجمته في بغية الوعاة ١ / ١٧٥ ـ ١٧٧ ، ومعجم الأدباء ١٨ / ٢٥٤ ـ ٢٥٧ ، وإنباه الرواة ٣ / ١٥٤.
(٣) زيادة في الكافية المحققة.