يعصه» (١) ، العصيان مثبت وشرطها مركب ، والجواب أن لـ (لو) دلالتين ، مفهومية ومنطوقية ، فالمفهومية أن يفهم منها ومن سائر الشرطيات أنه إذا انتفى الشرط انتفى المشروط بكل حال ، لأن ما علّق على شيء فالأصل أن لا يعلق على غيره ، والمنطوقية أنها تدل على انتفاء شرطها ، وأما التلازم بين الشرط والجزاء ، فهي في ذلك لغيرها من الشرطيات ، متى حصل الشرط حصل المشروط ، ومتى انتفى الشرط جاز أن ينتفي المشروط ، وأن يحصل إن كان له شرط آخر ، وقد حصلت لأن الشرط ملزوم ولا ينفك عن الجزاء والجزاء لازم يحصل لحصول الشرط ، ولا يجب أن ينتفي بانتفائه ولا يجب من انتفاء الملزوم انتفاء اللازم إلا إذا ساواه نحو : (إذا طلعت الشمس فالنهار موجود) وإذا لم تطلع لم يوجد النهار ، فحصل من الجواب أنه إن أريد بامتناع جوابها لامتناع الشرط والعكس المفهوم فالسؤال وارد على (لو) وعلى جميع الشرطيات ، وإن أريد المنطوق لم يلزم ما ذكروه.
قوله : (للمضي) يعني أن لو عكس أن يجعل الفعل بمعنى الماضي سواء دخلت على ماضي أو مضارع مثبت أو منفي وأجاز الفرّاء (٢) استعمالها في المستقبل كـ (إن) نحو : (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا * لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً
__________________
(١) وهو قول لعمر رضي الله عنه في صهيب رضي الله عنه ، والقول في شرح التسهيل السفر الثاني التكملة لابن الناظم ١٠٥٧ ، وشرح المصنف ١٣١ ، وشرح الرضي ٢ / ٣٩٠ ، والجنى الداني ٢٧٣ ، ومغني اللبيب ٣٩٣. قال المصنف في شرحه ١٣١ : (ومقصود المتكلم بمثل ذلك أن يخبره أن هذا المشروط حاصل على كل تقدير لأنه إذا لزم الشيء ونقيضه كان ثابتا على كل حال لحصول الحصر).
(٢) ينظر المفصل ٣٢٠ ، وشرح المصنف ١٣١ ، وشرح الرضي ٢ / ٣٩٠.