وقوله : (إن خيرا فخير) (١) وأجاز الزمخشري (٢) حذفه في غير ذلك نحو :(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ)(٣) قال تقديره : (إن افتخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم) ، وقال الإمام المؤيد برب العزة يحيى بن حمزة : (٤) في الزانية والزاني فاجلدوا تقديره : (إن زنيا) وأما حذفهما معا فهو أقل من الشرط وأكثر ما يأتي مع (لا) نحو : (اضرب زيدا إن أساء وإلا فلا) وقد تأتي في غيرها قوله :
[٨٣٣] قالت بنات العم يا سلمى وإن |
|
كان فقيرا معلما قالت وإن (٥) |
قيل : هو ضرورة ، وأما حذف الجواب فهو كثير ولا يختص بـ (إن) لكنه يلزم أن يكون الشرط ماضيا أو منفيا وقيل : ليس بلازم وعليه :
[٨٣٤] لئن تك قد ضاقت عليكم بيوتكم |
|
ليعلم ربى أن بيتى أوسع (٦) |
ولا بد في حذفه من قرينة معنوية أو لفظية فالمعنوية نحو : (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ)(٧) أي فافعل ، واللفظية
__________________
(١) سبق تخريجه.
(٢) ينظر الكشاف ٢ / ٢٠٧.
(٣) الأنفال ٨ / ١٧ وتمامها : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ...).
(٤) ينظر رأي يحيى بن حمزة في الأزهار الصافية السفر الأول ٣٤٦.
(٥) سبق تخريجه.
(٦) البيت من الطويل ، وهو للكميت بن معروف ، وينظر في معاني القرآن للفراء ١ / ٦٦ ، وشرح الكافية الشافية ٢ / ٨٣٧ ، ٣ / ١١٠٦ ، وشرح الرضي ٢ / ٣٩٤ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٦٨ ـ ٧٠ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٢٧ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٩٦. ويروى واسع بدل أوسع.
والشاهد فيه قوله : (لئن) حذف جواب الشرط مع أن الشرط ليس ماضيا ولا منفيا.
(٧) الأنعام ٦ / ٣٥.