قائم) فعوضوا مكان الشرط جزاء ، مما بعد الفاء وهو (زيد) واتصلت الفاء بقائم ، فصار : (أما زيد فقائم) وهذا التفسير الذي ذكر سيبويه (١) تفسير الإعراب لا تفسير معنى ، لأن (مهما) اسم للمجازاة و (أما) حرف للتفصيل (٢) وقال [و ١٤٩] بعضهم : الأصل (أمّا إن يكن شيء فزيد قائم) أي إن يقع شيء أيّ شيء كان فهو يقتضي قيام زيد بكل حال ، وقال الكوفيون : أصل (أما) أنّ ما فأدغمت النون في الميم كما في : (أمّا أنت منطلقا) لأنهم يجيزون في أن المفتوحة أن تكون شرطية.
قوله : (وعوضّ بينها وبين فائها جزء مما في حيزها) [مطلقا وقيل](٣) يعني أنهم لما حذفوا شرط (أما) أرادوا أن يأتوا بشيء في موضعه ليسدّ مسدّه ، ولأنه يلي أداة الشرط وهي (أما) أداة الجزاء وهي (الفاء) فعوضوا مكانه زيدا الذي بعد الفاء ونقلوه إلى ما قبلها واتصلت الفاء بقائم ، وهو جزء مما في حيزها ، أي مما بعد الفاء ، والذي بعدها إن كان اسم فالمتقدم وهو الجزء الأول ، وإن كان فعلا فالمتقدم هو الجزء الثاني وهو :إما مفعول أو فاعل مقدم ، ولا يتقدم على الفاء إلا جزء واحد مما في حيزها ولا يصح تقدم جملة ولا جزءين لأنا نقول : (أمّا زيد طعامك آكل).
قوله : (وهو معمول لما في حيزها مطلقا) [أما يوم الجمعة فزيد
__________________
(١) ينظر الكتاب ٣ / ٥٩ ، وينظر المفصل ٣٢٣ ، وشرحه لابن يعيش ٩ / ١١ ، وشرح ابن عقيل ٢ / ٣٩٠.
(٢) ينظر الكتاب ١ / ٢٦٧.
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.