روي بفتح القاف وكسرها ، فالكسر إما بحركته قبل الوقف ، لأنه مضاف إليه ، أو على أصل التقاء الساكنين ، والفتح حملا له على نون التوكيد نحو : (اضربّن) واختاره المصنف (١) على الكسر ، ويجمع هذين الضربين اسم الترنم ، مأخوذ من ترنم الوتر ، وهو صوته ، وقيل اسم الترنم خاص بالضرب الأول وهذا الثاني سمي الغالي (٢) ، مأخوذ من الغلو ، وهو تجاوز الحد ، وقيل من غلاء السعر وهو قلته ، وأصل التنوينات السكون وإنما تحرك لالتقاء الساكنين نحو (وَعَذابٍ ارْكُضْ)(٣) و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ)(٤) وقد يحذف لالتقاء الساكنين نحو :
[٨٤٤] ... |
|
ولا ذاكر الله إلا قليلا (٥) |
__________________
(١) ينظر شرح المصنف ١٣٣.
(٢) ينظر اللسان مادة (غلا) ٥ / ٣٢٩١.
(٣) ص ٣٨ / ٤١ ـ ٤٢ وتمامها : (وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ) وقرئ بالضم ينظر المفصل ٣٢٩.
(٤) الإخلاص ١١٢ / ١ ـ ٢ ، وقرأ أبان بن عثمان وزيد بن علي ونصر بن عاصم وابن سيرين والحسن وغيرهم بحذف التنوين وضم لفظ (أحد) لالتقائه مع لام التعريف. ينظر البحر المحيط ٨ / ٥٣٠ ، والسبعة في القراءات ٧٠١ ، وإعراب القرآن للنحاس ٥ / ٣٠٨ ـ ٣٠٩.
(٥) صدر بيت من المتقارب ، وعجزه :
فألفيته غير مستعتب
وهو لأبي الأسود الدؤلي في ديوانه ٥٤ ، وينظر الكتاب ١ / ١٦٩ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٩٠ ، والمقتضب ٢ / ٣١٣ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥٣٤ ، والإنصاف ٢ / ٦٥٩ ، والمفصل ٣٢٩ ، وشرحه لابن يعيش ٢ / ٦ ، ـ ٩ / ٣٤ ، وشرح الرضي ٢ / ٤٠٢ ، والبحر المحيط ٨ / ٥٣٠.
والشاهد فيه : حذف النون من (ذاكر) ضرورة.