نون التوكيد
قوله : (نون التوكيد (١) خفيفة ساكنة ومشددة مفتوحة) (٢) يعني أن نون التوكيد نوعان ، أحدهما : خفيفة ساكنة وكونها على الأصل ، لأن أصل البناء السكون. والثاني : مشددة مفتوحة وحركت كراهة للجمع بين ساكنين ، وخصت بالفتح للتخفيف ، وقال الكوفيون : (٣) هي نون واحدة مشددة والخفيفة فرعها ، والتأكيد بالشديدة آكد الخفيفة ، لأن تكرير النون بمنزلة تأكيدين قوله [و ١٥١] (مع غير الألف) يعني أنها مفتوحة مع غير الألف وأما مع الألف فإنها تكسر ، وذلك في المثنى وجمع المؤنث تشبيها لها بنون التثنية.
قوله : (تختص بالفعل) يحترز من الاسم ، فإنها لا تدخله لأن وضعها لتأكيد الأفعال كوضع أنّ لتأكيد الأسماء وقد شذ قوله :
[٨٤٧] أقائلن أحضروا الشهودا (٤) |
|
... |
__________________
(١) في الكافية المحققة نون (التأكيد) بدل التوكيد.
(٢) ينظر شرح المفصل ٩ / ٣٧ ، وشرح الرضي ٢ / ٤٠٣.
(٣) ينظر شرح المفصل ٩ / ٣٨ ، وهمع الهوامع ٤ / ٣٩٧ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ٢٧.
(٤) الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ١٧٣ ، وله أو لرجل من هذيل ينظر الخصائص ١ / ١٣٦ ، وشرح الرضي ٢ / ٤٠٤ ، والجنى ١٤١ ، والمغني ٤٤٣ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٥٨ ، وهمع الهوامع ٤ / ٤٠٢ ، وخزانة الأدب ٦ / ٥. وتمامه :
أرأيت إن جئت به أملودا |
|
مرجّلا ويلبس البرودا |
أقائلنّ أحضر الشهودا |
|
فظلّت في شرّ من اللذّ كيدا |
كاللذّ تزبى صائدا فاصطتدا |
والشاهد فيه وقوله : (أقائلن) حيث أكد اسم الفاعل بنون التوكيد وهذا على سبيل الشذوذ.