على العشرين حاشية (١) ، ومن تلك الشروح شرح ابن الوردي الموسوم بـ : (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة) الذي نحن بصدد دراسته وإخراجه للقراء والدارسين.
وقد تعرّفت على ابن الوردي ومؤلفاته من خلال دراستي لكتابه (شرح التحفة الوردية) فوجدته عالما فذّا ، وأديبا متميزا ، له أسلوبه الخاص في طرح القضايا النحوية والصرفية ، ولم تحظ مؤلفاته في اللغة بالنشر ، لغلبة شهرته الأدبية على غيرها. لذا عقدت العزم على متابعة دراسة ما أمكن لي من مؤلفاته ، وإخراجها للقراء ومحبي العربية ، فكان أن اطلعت في أثناء عملي في شرح التحفة على شرحه ألفية ابن مالك ، وما يتميّز به هذا الشرح من الوسطية في تناول أبيات المنظومة ، فتح به مغلقها ، وفصّل مجملها ، وقيّد مطلقها ، فلا هو بالطويل الممل ، ولا بالمختصر المخل ، مما يحتاجه طالب العلم ، فيشفي غلته ، ويشبع نهمته ، إضافة لما يتميز به من سهولة العرض ، ونصاعة الأسلوب ، فهو الأديب العالم ، البارع في جميع فنون عصره ، إضافة إلى أن ابن الوردي من أوائل شرّاح الألفية.
كل ذلك شجعني على دراسة هذا الكتاب الجليل ونشره ، وضمه إلى ما سبقه من شروح الألفية الثلاثة عشر التي نشرت حتى الآن ؛ ليستفيد منه العالم ، وينهل منه المتعلم.
__________________
(١) المرجع السابق.