ب ـ من كلام سيدنا «أبي بكر» : «لاها الله ذا» ، ولكنه في «البخاري» «لاها الله إذا» ، لمّا عثرت على هذه الرواية في «البخاري» ذهبت إلى صديقي الشيخ محمد حسين الذهبي ، ورجعنا إلى شروح البخاري ، وجدنا «ابن حجر» ينقل عن «الخطابي» تخطئه المحدثين في هذه الرواية ، ثم يقول : الكثير في اللغة : «لاها الله ذا». ولكن هذه الرواية الأخرى لها وجه ، وحاول جاهدا أن يأتي بوجه ، فكان كلامه غمغمة لا تبين ، وهمهمة لا تتّضح.
ثم رجعنا إلى «عمدة القاري» لـ «العينيّ» ، فوجدناه يكرر ألفاظ «ابن حجر».
ثم وجدت الحديث في «شواهد التوضيح» ، وقال : وفي هذا الحديث : «لاها الله إذا» وله وجه ، وفرّ هاربا من بيان هذا الوجه.
* كتاب «ابن مالك» مختصّ بالحديث عن مشكلات «البخاري» ، وهذه مشكلة معضلة ، ولكنه اكتفى بالهروب.
* هذه المسألة في «سيبويه» ، و «المقتضب» ، و «شرحي الرضي للكافية والشافية» ، قالوا : لا يفصل بين «ها : التنبيه» و «اسم الإشارة» إلا بالقسم ، واستشهدوا لذلك بقول «زهير» :
فقلت : ها ـ لعمر الله ـ ذا قسما |
|
فاقصد بذرعك ، وانظر : أين تنسلك |
هذا ما كنت أريد قوله لك ، وتقبل أطيب تحياتي.
٢٢ / ٥ / ١٩٨٣ |
محمد عبد الخالق عضيمة |