٦ ـ الاستعارة التّصريحية التّبعيّة في قوله : «على هدى» تشبيها لحال المتقين بحال من اعتلى صهوة جواده فحذف المشبه واستعيرت كلمة على الدالة على الاستعلاء لبيان أنّ شيئا تفوق واستعلى على ما بعدها حقيقة نحو : زيد على السطح أو حكما نحو : عليه دين فالدين للزومه وتحمله كأنه ركب عليه وتحمله ، والدقة فيه أن الاستعارة بالحرف ، ويقال في إجرائها : شبه مطلق ارتباط بين هدى ومهدي بمطلق ارتباط بين مستعل ومستعلى عليه بجامع التمكن في كل منها فسرى التشبيه من الكليات الى الجزئيات ثم استعيرت على وهي من جزئيات المشبه به لجزئي من جزئيات المشبه على طريق الاستعارة التصريحية التبعية ومثل الآية الكريمة قوله :
لسنا وإن أحسابنا كرمت |
|
يوما على الآباء نتكل |
فتأمل هذا البحث فانه من الدقة والحسن بمكان ، وسيرد في القرآن الكريم نماذج منه كالسحر الحلال.
٧ ـ التكرار في قوله : «يؤمنون بالغيب» و «يؤمنون بما انزل إليك» وفي تكرار اسم الموصول وإن كان الموصوف واحدا ، وقد يكون الموصوف مختلفا فهو تكرار للفظ دون المعنى. وفائدته الترسيخ في الذهن ، والتأثير في العاطفة ويكثر في الشعر.
٨ ـ الحذف في قوله «الم» أي هذه الم و «هدى» أي هو هدى فحذف المبتدأ وفي قوله «ينفقون» أي المال فحذف المفعول به وقد استهوى الإنفاق في سبيل المحامد والمآثر نفوس شعراء العرب وما أجمل قول دعبل :
قالت سلامة : اين المال؟ قلت لها : |
|
المال ويحك لاقى الحمد فاصطحبا |