وهو كثير في القرآن. ومنه : «ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة» فإن «نافلة» حال من المعطوف فقط ، وهو «يعقوب» لأن النافلة هو ولد الولد وإنما هو يعقوب دون إسحق.
ما يقوله الرازي :
واستدل الامام فخر الدين الرازي في مفاتيح الغيب على أن الوقف الصحيح على قوله «إلا الله» بستة أوجه ، ملخص الثاني منها أن الآية دلت على أن طلب التأويل مذموم لقوله تعالى : «فأما الذين في قلوبهم زيغ» الى آخر الآية ، ولو كان التأويل جائزا لما ذمّه الله. وملخص الرابع : أنه لو كانت الواو في قوله : «والراسخون» عاطفة لصار قوله : «يقولون آمنا به» ابتداء ، وهو بعيد عند ذوي الفصاحة ، بل كان الأولى أن يقولوا : وهم يقولون آمنا به ، أو يقال : ويقولون : آمنا به ، ولهذا كله أسغنا الوجهين.
(رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٨) رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (٩) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (١٠))
الإعراب :
(رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا) الجملة مقول قول محذوف وربنا منادى مضاف ولا ناهية وهي هنا بمعنى الدعاء وتزغ فعل مضارع مجزوم بلا والفاعل أنت وقلوبنا مفعول به والظرف الزماني متعلق بتزغ