الجملة معطوفة على المحرمات (وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ) المصدر المؤوّل معطوف أيضا ، أي وحرم عليكم الاستقسام بالأزلام (ذلِكُمْ فِسْقٌ) مبتدأ وخبر ، والجملة مستأنفة ، واسم الاشارة راجع الى الاستقسام بالأزلام خاصة ، وقيل : الى جميع ما تقدم (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ) اليوم ظرف زمان متعلق بيئس وأراد به مطلق الحال ، لا يوما بعينه ، على حد قول أبي العلاء المعري :
الآن لما ابيضّ مسربتي |
|
وعضضت من نابي على جذم |
حلبت هذا الدهر أشطره |
|
وأتيت ما آتي على علم |
فقوله : «الآن» أراد به الزمان الحاضر ، والمسربة : شعر الصدر ، وهو آخر ما يشيب من الإنسان ، فبياض المسربة كناية عن بلوغه غاية الشوط في الشيب ، وخاتمة المطاف في العمر. ومعنى البيتين : صارت عادتي أني أفعل ما أفعله على علم عندي من طول تجربتي لحوادث الدهر ، والجملة مستأنفة ، والذين اسم موصول فاعل وجملة كفروا صلة ، ومن دينكم متعلقان بيئس ، أي : من إبطال أمر دينكم (فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ) الفاء الفصيحة ، ولا ناهية ، وتخشوهم فعل مضارع مجزوم بلا ، واخشوني فعل أمر وفاعل ومفعول به ، والجملة لا محل لها (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) اليوم ظرف زمان متعلق بأكملت ، ولكم متعلقان بها أيضا ، ودينكم مفعول به لأكملت ، والجملة مستأنفة (وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) عطف على ما تقدم ، وعليكم متعلقان بأتممت ونعمتي مفعول به لأتممت (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) الواو استئنافية ، ورضيت فعل وفاعل ، لكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال لأنه كان في الأصل صفة لـ «دينا» ، ودينا مفعول به أو تمييز ، لأن معنى رضيت جعلت. وإذا كانت بمعنى الرضا كانت «دينا» حالا من