بالسؤال عن بيان هذا الوعد. ووعد الله فعل وفاعل ، والذين مفعول به. وجملة آمنوا صلة الموصول ، وعملوا الصالحات عطف على الصلة (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) لهم الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم ، ومغفرة مبتدأ مؤخر ، والجملة يجوز أن تكون مفسرة للمفعول به الثاني المحذوف للفعل «وعد» ، وتقديره «الجنة» ، ويجوز أن تكون استئنافا بيانيا ، كأنه قال : قوم لهم وعد ، فقيل : أي شيء وعده؟ فقال : لهم مغفرة وأجر عظيم. وعلى هذا لا محل لها أيضا.
ولك أن تجعلها مقولا لقول محذوف تتضمن زيادة التقرير الموعود به والتأكيد لوقوعه. وقيل : هي جملة في محل نصب على أنها المفعول الثاني لقوله «وعد» على معنى : وعدهم أن لهم مغفرة ، أو وعدهم مغفرة. فوقعت الجملة موقع المفرد ، فأغنت عنه (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) الواو استئنافية ، والذين مبتدأ ، وجملة كفروا صلة ، وجملة كذبوا بآياتنا عطف على الصلة ، وأولئك مبتدأ ثان ، وأصحاب الجحيم خبر أولئك ، والجملة الاسمية خبر الذين (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) تقدم إعرابها كثيرا (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ) تقدم اعرابها قريبا والجملة مستأنفة (إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ) إذ ظرف للنعمة متعلق بها ، ويجوز أن يتعلق باذكروا ، وجملة همّ قوم في محل جر بالاضافة ، وأن يبسطوا مصدر مؤول منصوب بنزع الخافض والجار والمجرور متعلقان بـ «همّ» ، وإليكم متعلقان بيبسطوا ، وأيديهم مفعول به (فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) عطف على ما تقدم (وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) الواو استئنافية واتقوا الله فعل وفاعل ومفعول ، وعلى الله متعلقان بتوكل ، والفاء استئنافية واللام لام الأمر ، ويتوكل فعل مضارع مجزوم بلام الأمر ، والمؤمنون فاعل.