عاميّ فصيح ، وسحجت الرياح الأرض أزالت ما على أديمها ، وسحّ الماء صبّه ، وسحّ المطر والدمع انثالا ، ولا يخفى ما في ذلك من معنى السحب والانزلاق ، وسحره معروف ، وإنه لمسحّر : سحر مرة بعد أخرى حتى تخبّل عقله. ولقيته سحرا وسحرة. وجاء فلان بالسحر من القول : أي خلب العقول ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : «إن من البيان لسحرا». وعلى هذا النحو تطّرد هذه المادة ، ولا تختلّ عن هذا المعنى ، وهذا من الأعاجيب.
الاعراب :
(سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) سماعون خبر لمبتدأ محذوف أي : هم سماعون ، والجملة مستأنفة مسوقة لتأكيد ما قبله ، أو التمهيد لما بعده. وللكذب متعلقان بـ «سماعون» ، ومثلها :
أكالون للسحت (فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ) الفاء استئنافية ، والكلام مستأنف مسوق لسرد بعض ما يترتب على هذه الأحكام. وإن شرطية ، وجاءوك فعل ماض وفاعل ومفعول به ، وهو في محل جزم فعل الشرط ، والفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة طلبية ، واحكم فعل أمر ، وبينهم ظرف متعلق بـ «احكم» وأو حرف عطف للتخيير ، وأعرض معطوف على «احكم» ، وعنهم متعلقان بـ «أعرض» ، والجملة المقترنة بالفاء في محل جزم جواب الشرط (وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً) الواو عاطفة ، وإن شرطية ، وتعرض فعل الشرط مبني للمجهول ، وعنهم متعلقان بتعرض ، والفاء رابطة لجواب الشرط ، ولن حرف نفي ونصب واستقبال ، ويضروك فعل مضارع منصوب بلن ، والواو فاعل ، والكاف مفعول به ، وشيئا مفعول مطلق والجملة في محل جزم جواب الشرط ، (وَإِنْ حَكَمْتَ