فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) الواو عاطفة ، وإن شرطية ، وحكمت فعل ماض وفاعل ، في محل جزم فعل الشرط ، والفاء رابطة للجواب ، واحكم فعل أمر ، وبينهم ظرف متعلق به ، والجملة في محل جزم جواب الشرط ، وبالقسط متعلقان بمحذوف حال ، أي : عادلا (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) إن واسمها ، وجملة يحب المقسطين خبرها ، والجملة مستأنفة للتعليل.
الفوائد :
روى الحسن قال : كان الحاكم في بني إسرائيل إذا أتاه أحدهم برشوة جعلها في كمه ، فأراها إياه ، فيسمع منه ولا ينظر الى خصمه ، فيأكل الرشوة ، ويسمع الكذب. وحكي أن عاملا قدم من عمله ، فجاءه قومه ، فقدم إليهم العراضة ، وجعل يحدثهم بما جرى له. فقال أعرابي من القوم : نحن كما قال تعالى : «سمّاعون للكذب أكّالون للسحت». وفي الحديث : «كل لحم أنبته السحت فالنار أولى به».
(وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٣) إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللهِ وَكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ فَلا تَخْشَوُا