مِنَ التَّوْراةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٤٦) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (٤٧))
اللغة :
(قَفَّيْنا) قفّى : أتى ، وقفى فلان زيدا وبزيد : أتبعه إياه ، ويقال : قفّيت على أثره بفلان : أي أتبعته إياه.
بين أبي حيان والزمخشري :
وقد ثارت مناقشة لطيفة بين الزمخشري وأبي حيان ، وهذه خلاصتها : قال أبو حيّان على تضمين قفينا معنى جئنا ، أي : ثم جئنا على آثارهم بعيسى بن مريم قافيا لهم. وليس التضعيف في «قفينا» للتعدية ، وذلك لأن «قفا» يتعدّى لواحد ، قال تعالى : «ولا تقف ما ليس لك به علم». وتقول : قفا فلان الأثر إذا اتبعه ، فلو كان التضعيف للتعدي لتعدى الى اثنين منصوبين ، وكان يكون التركيب ، ثم قفينا على آثارهم عيسى بن مريم ، وكان يكون عيسى هو المفعول الأول ، وآثارهم المفعول الثاني. لكنه ضمن معنى «جاء» وعدّي بالباء ، وتعدى «الى آثارهم» بعلى. هذه خلاصة ما قاله أبو حيان ، وأطال في هذه المسألة ليرد على الزمخشري ما أعربه إذ قال ما نصه :