الاعراب :
(وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ) الواو مستأنفة ، والكلام مستأنف لبيان كيفية الحكم بينهم ، وجعلها الزمخشري عاطفة على الكتاب ، ولا يخفى ما فيه من بعد ، وأن وما بعدها في تأويل مصدر منصوب بنزع الخافض ، ومتعلق الجار والمجرور محذوف ، أي : ووصّيناك بأن احكم ، واختار أبو حيّان أن يكون المصدر المؤول مبتدأ محذوف الخبر ، والتقدير : وحكمك بما أنزل الله أمرنا وقولنا ، أو تقدره بقولك : ومن الواجب حكمك بما أنزل الله ، ولا بأس بقوله.
وبينهم ظرف متعلق بمحذوف حال ، وبما متعلقان بـ «احكم» ، وجملة أنزل الله صلة الموصول (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ) الجملة معطوفة على «احكم» ، ولا ناهية ، وتتبع فعل مضارع مجزوم بـ «لا» ، وأهواءهم مفعول به ، واحذرهم عطف أيضا ، وأن يفتنوك مصدر مؤول منصوب بنزع الخافض ، أي : من أن يفتنوك. ولك أن تجعل المصدر المؤول بدل اشتمال من الهاء في «واحذرهم» لأنهم اشتملوا على الفتنة ، وأجازوا أن يكون المصدر مفعولا لأجله ، على تقدير لام العلة ، ولا النافية ، وأرى فيه تكلفا ، ولكن كثيرا من المعربين أعربوه كذلك (عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ) الجار والمجرور متعلقان بيفتنوك ، وما اسم موصول في محل جر بالاضافة ، وجملة أنزل الله صلة ، وإليك متعلقان بأنزل (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ) الفاء استئنافية ، وإن شرطية ، وتولوا فعل ماض وفاعل ، وهو في محل جزم فعل الشرط ، والفاء رابطة للجواب ، وجملة اعلم في محل جزم جواب الشرط ، وأنما كافة ومكفوفة ، وهي وما في حيزها سدت مسد مفعولي اعلم ، ويريد فعل مضارع ، والله فاعل ، والمصدر المؤول مفعول يريد ، وببعض متعلقان بيصيبهم