فاستبقوا ، واستبقوا : فعل وفاعل ، والخيرات مفعول به ، أو منصوب بنزع الخافض ، ولعله أولى ، لأن الأصل في «استبق» أن يعدّى الفعل بـ «إلى» إلا إذا ضمنت «استبق» معنى «ابتدر» ، فيتعدى بنفسه. والى الله جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم ، ومرجعكم مبتدأ مؤخر ، والجملة مستأنفة مسوقة سياق التعليل لاستباق الخيرات ، وجميعا حال من الكاف لأنها فاعل في المعنى ، أي :ترجعون جميعا (فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) الفاء عاطفة على معنى مرجعكم ، أي : ترجعون فينبئكم ، والكاف مفعول به ، وبما متعلقان بينبئكم ، وجملة كنتم صلة الموصول ، والتاء اسم كان ، وجملة تختلفون خبرها.
البلاغة :
في إظهار الضمير بقوله : «الكتاب» بيان لأهميته ، وأنه المرجع والملاذ والمعتصم إذا حزب الأمر ، وهو داخل في نطاق علم المعاني.
ومنه في الشعر قول البحتري في مطلع سينيته :
صنت نفسي عما يدنس نفسي |
|
وترفعت عن جدا كلّ جبس |
(وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ (٤٩))