(وَاللهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) الواو استئنافية ، والله مبتدأ ، وجملة لا يحب خبر ، والمفسدين مفعول به.
البلاغة :
حفلت هذه الآية بضروب من البلاغة نوجزها فيما يلي :
١ ـ المجاز المرسل في غلّ اليد وبسطها عن البخل والجود ، وعلاقة هذا المجاز السببية ، لأن اليد هي سبب الإنفاق ، والفائدة من هذا المجاز تصوير الحقيقة بصورة حسية تلازمها غالبا. وجعل بعضهم قوله : «بل يداه مبسوطتان» استعارة ، فالمستعار البسط ، والمستعار منه يد المنفق ، والمستعار له يد الحق ، وذلك ليتخيّل السامع أن ثم يدين مبسوطتين بالإنفاق ، ولا يدان في الحقيقة ولا بسط.
أثر حاسة البصر : وذلك لأن التصوير الحسي يجعلها أرسخ في الذهن ، وأكثر تأثيرا. وحاسة البصر هي في مقدمة الحواسّ المقدرة للجمال ، والتي تدركه وتنقله الى النفس ، وبهذا الصدد يقول «جوير» الناقد العصري المعروف : إن الإحساسات التي يصح نعتها بالجمال على أتمّ وجه هي الإحساسات البصرية. حتى لقد ذهب «ديكارت» الفيلسوف الفرنسي الى أبعد من ذلك ، فعرّف الجمال بقوله : هو ما يروق في العين. ولما كان الجود والبخل معنويين لا يدركان بالحسّ وتلازمهما صورتان تدركان بالحس ، وهما بسط اليد للجود ، وغلها للبخل ، عبّر عنهما بلازمهما ، لفائدة الإيضاح والانتقال الى المحسوسات من المعنويات.
٢ ـ المشاكلة : بقوله : «غلت أيديهم» فقد دعا عليهم بما