أَهْدى مِنْهُمْ فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللهِ وَصَدَفَ عَنْها سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ (١٥٧))
اللّغة :
(دِراسَتِهِمْ) : مصدر درس العلم ، من باب قتل ، ودرسا أيضا ، وهذا المعنى هو المراد هنا. ولهذه المادة معان عجيبة ، يقال : درس الحنطة دراسا : داسها. ودرس الناقة راضها وأذلها. ورجل مدرّس ودرس الكتاب للحفظ كرّر قراءته ، درسا ودراسة. ودرس المرأة نكحها. ودرست المرأة حاضت. ودرس الثوب : أخلق ، فهو درس ودريس. وبسط دريسا أي : ثوبا وبساطا خلقا. وقتل رجل في مجلس النعمان بن المنذر رجلا فأمر بقتله ، فقال الرجل : أيقتل الملك جاره؟ ويضيع ذماره؟ قال : نعم إذا قتل جليسه ، وخضب دريسه.
أي : بساطه. وطريق مدروس : كثر مشي الناس فيه حتى ذلّلوه.
وربع دارس ومدروس. فأنت ترى أنها تشير الى معنى الرياضة والتذليل والتعبيد بجميع معانيها ، وهذا من الدقة بمكان.
(صَدَفَ) : أعرض ، ويستعمل لازما في الأكثر ، وقد استعمل هنا لازما. وفي القاموس : صدف عنه : أعرض ، وبابه ضرب أو جلس ، وصدف فلانا : صرفه كأصدفة ، ومن هنا يتبين الخطأ في استعمال صدفة بمعنى المصادفة.