(ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (١٠٣))
اللغة :
(بَحِيرَةٍ) : بفتح الباء وكسر الحاء ، فعيلة بمعنى مفعولة ، ولحقتها التاء على غير قياس ، لأنها جردت من الوصفية وأصبحت بمعنى الجوامد. وقد اختلف أهل اللغة فيها اختلافا كثيرا ، وأقوى الأقوال فيها أن أهل الجاهلية كانوا إذا أنتجت الناقة خمسة أبطن ، آخرها ذكر ، شقّوا أذنها وحرموا ركوبها ، ولا تطرد عن ماء ولا مرعى ، وإذا لقيها المعيي لم يركبها ، وهي تختلف باختلاف عادات العرب.
(سائِبَةٍ) : كان أهل الجاهلية يقول الرجل منهم : إذا قدمت من سفري أو برئت من مرضي فناقتي سائبة. وقيل : كان الرجل إذا أعتق عبدا قال : هو سائبة. فهي اسم فاعل من ساب يسيب أي : سرح ، كسيّب الماء فهو مطاوع سيّبته ، يقال : سيّبه فساب وانساب.
(وَصِيلَةٍ) وقد اختلفوا في معناها اختلافا شديدا لا يتسع له المقام ، وأقرب ما قيل فيها أن الجاهلية كانوا إذا ولدت الشاة أنثى فهي لهم ، وإن ولدت ذكرا فهو لآلهتهم ، فهي فعيلة بمعنى فاعلة ، فتاؤها على القياس.
(حامٍ) : اسم فاعل من حمى يحمي إذا منع ، والخلاف شديد حولها فقد كانوا يقولون : إذا أنتجت من صلب الفحل عشرة أبطن قد حمى ظهره ، فلا يركب ، ولا يحمل عليه ، ولا يمنع من ماء ، ولا مرعى. وكلها عادات لم يأمر الله بشيء منها ، وما شرعها.