وقولهم في المثل : «عسى الغوير أبؤسا» ، وقد قالته الزّبّاء ، والغوير اسم موضع بعينه ، وأوله بعضهم بأنه خبر «يكون» محذوفة ، وقال الأصمعي : خبر «يصير» محذوفة ، واختار ابن هشام أن يكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف ، نحو : «فطفق مسحا» ، أي : يمسح مسحا. وشرط الفعل أن يكون رافعا لضمير الاسم. فأما قول أبي حية النّميريّ :
وقد جعلت إذا ما قمت يثقلني |
|
ثوبي فأنهض نهض الشّارب الثّمل |
وقول ذي الرّمّة :
وأسقيه حتّى كاد ممّا أبثّه |
|
تكلّمني أحجاره وملاعبه |
ف «ثوبي» في البيت الأول ، و «أحجاره» في البيت الثاني بدلان من اسمي جعل وكاد ، بدل اشتمال لا فاعلان ليثقلني وتكلمني ، بل فاعلهما ضمير مستتر ، والتقدير : جعل ثوبي يثقلني ، وكادت أحجارة تكلمني ، فعاد الضمير على البدل دون المبدل منه. وأن يكون فعلا مضارعا ، وأن يكون مقرونا بـ «أن» إن كان دالا على الترجّي ، وأن يكون مجردا منها إن كان دالا على الشروع. والغالب في خبر عسى وأوشك الاقتران بها ، كقوله تعالى : «عسى ربكم أن يرحمكم» وقوله :
ولو سئل الناس التراب لأوشكوا |
|
إذا قيل : هاتوا أن يملّوا ويمنعوا |