٢ ـ والثاني أن لا يتصل بـ «أن» شيء من صلة الفعل الذي تفسره ، لأنه إذا اتصل بها شيء من ذلك صارت جملته ، ولم تكن تفسيرا له ، وذلك نحو : أوعزت إليه بأن قم ، وكتبت إليه بأن قم ، لأن الباء هاهنا متعلقة بالفعل ، وإذا كانت متعلقة به صارت من جملته ، والتفسير إنما يكون بجملة غير الأولى.
٣ ـ والثالث أن يكون ما قبلها كلاما تاما لما ذكرناه من أنها وما بعدها جملة مفسرة جملة قبلها ، ولذلك قالوا في قوله تعالى :«أن الحمد لله رب العالمين» أنّ «أن» فيه مخففة من الثقيلة ، والمعنى :أنه الحمد لله ، ولا يكون تفسيرا لأنه ليس ما قبلها جملة تامة ، ألا ترى أنك لو وقفت على قوله : «وآخر دعواهم» لم يكن كلاما».
قلت : ولهذا جنحنا الى ما اخترناه في إعرابها مصدرية تفاديا للوقوع في هذه المزالق.
٢ ـ إذا وقعت «ما» قبل «ليس» أو «لم» أو «لا» أو بعد «إلّا» فهي موصولة ، وإذا وقعت بعد كاف التشبيه فهي مصدرية ، وإذا وقعت بعد الباء فهي تحتملهما ، وإذا وقعت بين فعلين والأول علم أو دراية أو نظر احتملت الموصولية والاستفهامية.
٣ ـ كل ما كان من أسماء الزمان مبهما لما مضى تجوز إضافته الى الجملة ، فإن كان ما بعده مبنيا فالبناء على الفتح أرجح للتناسب ، قال النابغة :