أن تكون حتى ابتدائية ، وهي التي تقع بعدها الجمل ، وعلى كل حال جملة يجادلونك حال من الواو في جاءوك (يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا : إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) الجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم ، والذين فاعل ، وجملة كفروا صلة ، وإن نافية ، وهذا اسم إشارة مبتدأ ، وإلا أداة حصر ، وأساطير الأولين خبر ، والجملة المنفية في محل نصب مقول القول.
البلاغة :
الكناية ـ في جعل الأكنة ـ على القلوب والوقر في الآذان عن نبوّ قلوبهم ومسامعهم عن قبول الحق والاعتقاد بصحته ، ونزيد هنا أن الكناية مزية إعطاء المعاني صورة المحسسات ، وهذه المزية من أبرز خواص الفنون ، فان المصوّر إذا رسم لك صورة للأمل أو اليأس بهرك وجعلك ترى ما كنت تعجز عن التعبير عنه واضحا ملموسا ، وعلى هذا تتضح لك روعة الصورة لهؤلاء الذين ضربت على قلوبهم الأسداد ، وتبلدت منهم الأذهان ، فما تتمخض عن ذوق ولا تسفر عن فنّ ، ولا تهيج إلى معرفة ، ومن هذا القبيل في إظهار الروعة قول البحتريّ :
يغضّون فضل اللحظ من حيث ما بدا |
|
لهم عن مهيب في الصدور محبّب |
فإنه كنى عن إكبار الناس للمدوح وهيبتهم إياه بعض الأبصار الذي هو في الحقيقة برهان على الهيبة والإجلال ، وتظهر هذه الخاصة