وقد تزاد بين الفعل ومرفوعه نحو قول بعضهم : لم يوجد كان مثلهم ، فزاد كان بين الفعل ونائب الفاعل ، واختلف في قول الفرزدق :
فكيف إذا مررت بدار قوم |
|
وجيران لنا ، كانوا ، كرام |
فقال قوم منهم المبرد : إنها في البيت ليست بزائدة بل هي الناقصة والواو اسمها ولنا خبرها والجملة في موضع الصفة لجيران وكرام صفة بعد صفة ، فهو نظير قوله تعالى : «هذا كتاب أنزلناه مبارك» ، وذهب سيبويه والخليل الى أنها في البيت زائدة ولاتباعهما في تخريج اتصالها بالواو أقوال يرجع إليها في المطولات.
ب ـ ومنها أنها تحذف ويبقى اسمها وخبرها ، وكثر ذلك بعد أن المصدرية الواقعة في موضع المفعول لأجله في كل موضع أريد فيه تعليل فعل بفعل ، نحو : أمّا أنت منطلقا انطلقت ، فانطلقت معلول وما قبله علة له مقدمة عليه ، والأصل : انطلقت لأن كنت منطلقا ، ثم قدمت اللام التعليلية وما بعدها المجرور بها على «انطلقت» فصار : لأن كنت منطلقا انطلقت ، ثم حذفت كان لذلك فانفصل الضمير الذي هو اسم كان ، فصار : أن أنت منطلقا ، ثم زيدت ما للتعويض من كان فصار :أن ما أنت ، ثم أدغمت النون في الميم للتقارب في المخرج ، فصار أما أنت ، وعليه قول عباس بن مرداس :
أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر |
|
فإن قومي لم تأكلهم الضبع |
أي لأن كنت ذا نفر فخرت ، ثم حذف «فخرت» وهو متعلق الجار لأن وما بعدها وأبا خراشة منادى ودخلت الفاء في فإن قومي لأن