فإن العلة الحقيقية في حمرة العين هي الرمد وهي ظاهرة تركها الشاعر ، وعلل بعلة غير حقيقية وهي : أن حمرتها من دماء من قتلت من العشاق.
٢ ـ ثابت خفي العلة كقول أبي الطيب المتنبي :
لم يحك نائلك السحاب وإنما |
|
حمّت به فصبيبها الرّحضاء |
يعني أن السحاب لم يحك نائلك ، أي عطاءك ، وإنما صارت محمومة بسبب نائلك وتفوقه عليها ، فالمصبوب منها هو عرق الحمى ، فنزول المطر من السحاب صفة ثابتة لا يظهر لها في العادة ، وقد علله بأنه عرق حماها الحادثة بسبب عطاء الممدوح.
٣ ـ ثابت وهو متمكن كقول مسلم بن الوليد المعروف بصريع الغواني :
يا واشيا حسنت فينا إساءته |
|
نجى حذارك إنساني من الغرق |
فاستحسان إساءة الواشي وصف غير ثابت إلا أنه ممكن ، وقد خالف الناس في استحسانها معللا بأن حذره من الواشي كان سببا لسلامة إنسان عينه من الغرق في الدموع حيث ترك البكاء خوفا منه.
٤ ـ القسم الرابع ليس بثابت ولا ممكن كقول الشاعر :
لو لم تكن نية الجوزاء خدمته |
|
لما رأيت عليها عقد منتطق |
فنسبة النية الى الجوزاء غير ثابتة ولا ممكنة ، فإن الارادة لا تكون إلا من حي ، والجوزاء جماد ليس فيه حياة ولا إرادة لها