إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ، ولا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا في الحج ، ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر حجة الوداع.
سبب وضع علم النحو :
جيء الى عمر بن الخطاب برجل يقرأ : «إن الله بريء من المشركين ورسوله» بالجر ، فسأله ، فقال : هكذا قرأت في المدينة ، فقال عمر :ليس هكذا ، إنما هي ورسوله ، بضم اللام ، فإن الله لا يبرأ من رسوله ثم أمر أن لا يقرأ القرآن إلا عالم بالعربية ، ودعا بأبي الأسود الدؤلي فأمره أن يضع النحو. فمقتضى هذه الرواية أن هذا العلم لم يكن معروفا قبل أبي الأسود ، وأن كلام الناس قبله إنما كان بمجرد الفطرة وهو المعهود.
هذا وقد اشتهر أن أبا الأسود الدؤلي هو أول من وضع علم النحو قالوا : انه سمع ابنته يوما تلحن فذهب الى علي بن أبي طالب ، فقال له : فشا اللحن في أبنائنا وأخشى أن تضيع اللغة فقال له الامام : اكتب بسم الله الرّحمن الرّحيم الكلام كلّه ثلاثة : اسم وفعل وحرف ، فالاسم كذا والفعل كذا والحرف كذا ، والأسماء ثلاثة : ظاهر ومضمر ومبهم ، والفاعل مرفوع أبدا ، والمفعول منصوب أبدا ، والمضاف مجرور أبدا ، فافهم وقس ، وما عنّ لك من الزيادة فاضممه.
ولكن قال السيوطي في المزهر : إن العروض والنحو كانا قديمين وأتت عليهما الأيام فقلّا في أيدي الناس ، فجدّدهما الخليل وأبو الأسود ، واستدل على قدم العروض بما بسطه هناك ، وعلى قدم النحو