(سَرِيًّا) : السري فيه قولان : أحدهما أنه الرجل المرتفع القدر من سرو يسرو كشرف يشرف فهو سري فأعل إعلال سيد فلامه واو يقال هو سري من السراة والسروات ، قال بشامة بن حزن النهشلي :
وإن دعوت إلى جلّى ومكرمة |
|
يوما سراة كرام الناس فادعينا |
والثاني أنه النهر الصغير ويناسبه فكلي واشربي ، واشتقاقه من سرى يسري لأن الماء يسري فيه فلامه على هذا ياء ، قال لبيد يصف حمارا وحشيا :
فمضى وقدّمها وكانت عادة |
|
منه إذا هي عردت أقدامها |
فتوسّطا عرض السري فصدعا |
|
مسجورة متجاورا أقلامها |
يقول إنه مضى خلف أتانه نحو الماء وقدمها أمامه وأقدامها اسم كان وألحقها التاء لأنها بمعنى التقدمة وعادة خبر كانت والتعريد التأخر والجبن فتوسطا أي الحمار والأتان عرض السري أي ناحية النهر الصغير فصدعا أي شقا عينا مسجورة أي مملوءة.
(رُطَباً جَنِيًّا) : الرطب بضم ففتح ما نضج من البسر قبل أن يصير تمرا والجني فعيل بمعنى فاعل أي صار طريا صالحا للاجتناء.
(وَقَرِّي عَيْناً) : أي طيبي نفسا ولا تغتمي وارفضي ما أحزنك يقال قرت عينه تقر بفتح العين وكسرها في المضارع وفي وصف العين بذلك تأويلان أولهما أنه مأخوذ من القر وهو البرد وذلك أن العين إذا فرح صاحبها كان دمعها باردا وإذا حزن كان دمعها حارا ولذلك قالوا في الدعاء عليه أسخن الله عينك والثاني انه من الاستقرار والمعنى أعطاه