الفوائد :
١ ـ استثناء مشكل : قال الشهاب السمين «قوله إلا الموتة الأولى فيه أوجه : أحدها أنه استثناء منقطع أي لكن الموتة الأولى قد ذاقوها ، والثاني أنه متصل وتأولوه بأن المؤمن عند موته في الدنيا بمنزلته في الجنة لمعاينته ما يعطاه منها أو لما يتيقنه من نعيمها ، الثالث أن إلا بمعنى سوى ، نقله الطبري وضعفه ، قال ابن عطية وليس تضعيفه بصحيح بل كونها بمعنى سوى مستقيم متّسق ، الرابع أن إلا بمعنى بعد واختاره الطبري وأباه الجمهور لأن مجيء إلا بمعنى بعد لم يثبت ، وقال الزمخشري : فإن قلت كيف استثنيت الموتة الأولى المذوقة قبل دخول الجنة من الموت المنفي ذوقة فيها! قلت : أريد أن يقال لا يذوقون فيها الموت البتة فوضع قوله إلا الموتة الأولى موضع ذلك لأنه الموتة الماضية محال ذوقها في المستقبل فهو من باب التعليق بالمحال كأنه قيل : إن كانت الموتة الأولى يستقيم ذوقها في المستقبل فإنهم يذوقونها في الجنة» أقول هذا الذي ذكره الزمخشري ونقله السمين مبني على أن الموتة بدل على طريقة البدل المجوز فيها البدل من غير الجنس وأما على طريقة الحجازيين فانتصبت الموتة استثناء منقطعا ، وسرّ اللغة التميمية بناء النفي المراد على وجه لا يبقي للسامع مطمعا في الإثبات ، فيقولون ما فيها أحد إلا حمار على معنى إن كان الحمار من الأحدين ففيها أحد فيعلقون الثبوت على أمر محال حتما بالنفي.
٢ ـ الحور العين : وعدناك بنقل وصف طريف للحور العين مقتبس من الحديث الشريف ، وقبل أن نورد ما اخترناه من الأحاديث الواردة بهذا الصدد نقول الحور جمع حوراء وهي كما في القاموس وغيره من الحور بالتحريك وهو أن يشتد بياض العين ويسودّ سوادها وتستدير حدقتها وترقّ جفونها ويبيض ما حواليها ، والعين جمع عيناء