ونصلى على نبيك محمد المؤيد دلائل إعجازه ...
______________________________________________________
كلجين الماء ، وليس فى الكلام استعارة. وبين المثانى والمعانى من المحسنات البديعية الجناس اللاحق ؛ لاختلافهما بحرفين متباعدين فى المخرج.
(قوله : ونصلى .. إلخ) (١) لعله لم يأت بالسلام خطّا اكتفاء بإثباته له لفظا ، فلا يقال إنّ إفراد الصلاة عن السّلام مكروه ، أو إنه ترجح عنده القول بعدم كراهة الإفراد.
(قوله : على نبيك) بالهمز مأخوذ من" النبأ" ، وهو الخبر ؛ لأنه مخبر عن الله بما بلغه الملك من الأحكام ، أو لإخباره الناس بأنه نبى فيحترم. وبدون همز من" النبوة" وهى الرفعة ؛ لارتفاع رتبته. وإنما لم يقل : على رسولك ، مع أن الرسالة أشرف ؛ لأن الوصف بالنبوة أشهر استعمالا. (قوله : محمد) بدل أو عطف بيان من" نبيك".
(قوله : المؤيد) من التأييد ، وهو التقوية ، وهو نعت لمحمد لا لنبي ؛ لئلا يلزم تقديم غير النعت من التوابع عليه. (قوله : دلائل) جمع دليل على غير قياس كوصيد ووصائد ؛ لأن شرط جمع فعيل على فعائل أن يكون مؤنثا كسعيد اسم امرأة ، والأولى أن تكون جمع دلالة بمعنى دليل ولا شذوذ ولا شىء ، قال فى" الخلاصة" (٢) :
وبفعائل اجمعن فعاله |
|
وشبهه ذا تاء أو مزاله |
ثم إن دليل الشيء ما يؤدى إلى معرفته ، وحينئذ فدلائل إعجازه ـ عليه الصلاة والسّلام ـ المعجزات التى يعرف بها إعجازه ـ عليهالسلام ـ لمعارضيه عن المعارضة بالإتيان بمثل ما أتى به ، واعترض بأن المعجزات (٣) إنما يعرف بها صدقه ـ عليه الصلاة والسّلام ـ لأنه المقصود من الإتيان بها لا الإعجاز الذى هو إثبات عجز الغير ، وحينئذ فالأولى للشارح أن يقول : المؤيد دلائل صدقه إلخ ، وأجيب بأن الإعجاز فى الأصل إثبات
__________________
(١) الصلاة : الدعاء والاستغفار ، والصلاة من الله تعالى : الرحمة ، وصلاة الله على رسوله : رحمته وحسن ثنائه عليه ، والصلاة من الملائكة دعاء واستغفار ، وصلاة الناس على النبى يعنى الدعاء له والثناء عليه. (لسان العرب ، صلو ، ٤ / ٢٤٩٠)
(٢) هي ألفية ابن مالك.
(٣) المعجزة : هى الأمر الخارق للعادة ، ويعزى حدوثه إلى الله فبيده يصنع المعجزات وبقدرته يهب صنعها لمن يشاء ، وكانت المعجزات خاصة بالأنبياء : كشق البحر لموسى ، وإحياء الموتى لعيسى ، وبلاغة القرآن معجزة النبوة المحمدية. (المعجم المفصل فى الأدب ، ٢ / ٨٠٥)