وبالرغم من أن العصر الذي عايشه المؤلف كان مؤلما من الناحية الاقتصادية ، والتي تركت أثرها على جميع مناحي الحياة في ذلك العصر ، وتركت بصماتها حتى على مسألة السكان الاجتماعية ، وبالرغم من أن مجير الدين الحنبلي كان رائدا في مجال كتابة التاريخ المحلي ، فإن هناك بعض المؤرخين (١) الذين كتبوا بصدق وأجادوا في كتابة التاريخ ـ وإن ركزوا على التاريخ العام أو على التراجم ـ ولم يركزوا على كتابة التاريخ المحلي كما فعل مجير الدين.
ومن هؤلاء ابن حجر العسقلاني الذي توفي سنة ٨٥٢ ه / ١٤٤٨ م ، وقد ركز على التراجم ، ومن كتبه (تهذيب التهذيب) ، وكتاب (إنباء الغمر بأبناء العمر) ، وكتاب (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة) ، وابن عرب شاه ٨٥٤ ه / ١٤٥٠ م ، وكتابه (عجائب المقدور في أنباء تيمور) الذي كان كتابه بمثابة سيرة ذاتية للسلطان المغولي تيمور لنك ، والسخاوي ت ٩٠٢ ه / ١٤٩٦ م الذي ألف كتاب (الضوء اللامع في محاسن أهل القرن التاسع).
ومع ذلك فإن هناك عددا من المؤرخين الذين اهتموا بالتاريخ العام للمنطقة ، أمثال : العيني ت ٨٥٥ ه / ١٤٥١ م صاحب كتاب (عقد الجمان في أخبار الزمان) ، وابن تغري بردي الذي كتب تاريخا عن مصر ولا يمكن أن يعتبر نوعا من التاريخ المحلي ، لأنه وصف إقليما كاملا وليس منطقة محددة ، وكتابه (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) ، وكتابه الآخر (حوادث الدهور في ذكر الأيام والعصور) ، والسيوطي ت ٩١١ ه / ١٥٠٥ م صاحب كتاب (تاريخ الخلفاء) ، وابن إياس ت ٩٣٠ ه / ١٥٢٣ م ، الذي ألف كتاب (بدائع الزهور في وقائع الدهور).
وقد ظهرت كتب الجغرافيا ، وخصوصا الجغرافيا العامة مثل غرس الدين بن الظاهري ت ٨٧٣ ه / ١٤٦٨ م الذي كتب (زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك).
٤ ـ مصادره :
بالرغم من أن مجير الدين الحنبلي قرر تاريخا مختصرا (٢) على حد قوله لكل من بيت المقدس مسرى ومعراج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والخليل بلد سيدنا إبراهيم الخليل ،
__________________
(١) هناك بعض المؤرخين أمثال الباعوني ٨٧٠ ه / ١٤٦٥ م ، والكافيجي ٨٧٩ ه / ١٤٧٤ م ، وشهاب الدين الأشرفي ٨٨٠ ه / ١٤٧٥ م ؛ وابن الصيرفي ٩٠٠ / ١٤٩٤ م.
(٢) ينظر : مقدمة المخطوط.