علاقتهم ببيت المقدس والخليل.
وبعدها يفرد عناوين خاصة بالقضاة والفقهاء والشيوخ من أتباع المذهب الشافعي ، ويسير على النمط نفسه في ذكر قضاة الحنفية ، والمالكية والحنبلية. ثم يتحدث عن بعض رجال السلطة من نواب ونظار ممن تولوا الأمر في القدس والخليل ، ومما هو جدير ذكره أن القدس والخليل كانتا وباستمرار تشكلان وحدة إدارية سواء في عهد المماليك أو من سبقهم من الأيوبيين ، سواء في الولاية أو النظر ، إذ يكون والي القدس والي الخليل وناظر القدس ناظر الخليل.
ولا يغفل مجير الدين الحديث عن أحوال الطبيعة من الثلج (١) ، وانحباس المطر والقحط (٢) ، والأمراض مثل الطاعون (٣). وكذلك يصف حالة الناس النفسية واستغاثتهم ودعاءهم ونفسياتهم عندما لا يستجاب لهم (٤). ولا يهمل كذلك الحديث عن علاقة السكان بعضهم ببعض وخاصة علاقة المسلمين بأهل الذمة من يهود ونصارى فيذكر وقائع وأحداثا عن مشاكل الكنيسة (٥) ، والقبة (٦) ، وقبر داود (٧).
ثم تحول مجير الدين بعد ذلك للحديث بشكل حولي على نمط من سبقه من المؤرخين فبدأ ذلك بأحداث سنة ٨٧٢ ه / ١٤٦٧ م ، وأنهى ذلك بأحداث سنة ٩٠٠ ه / ١٤٦٤ م ، وهذه الفترة تعتبر الأهم من وجهة نظري في الكتاب لأن مجير الدين قد عاشها بنفسه.
ويبدو أن هناك ذيلا للأنس الجليل ، أشار مجير الدين الحنبلي عن نيته في عمله في نهاية كتاب الأنس الجليل عندما قال : «وكان ابتدائي في جمعه في خامس عشري ذي الحجة سنة تسعمائة ، وفرغت من جمعه وترتيبه في دون أربعة أشهر ، وإن فسح الله في الأجل جعلت له ذيلا أذكر فيه ما يقع من الحوادث بالقدس الشريف وبلاد سيدنا الخليل عليه السلام ، وغيرهما من أول سنة إحدى وتسعمائة إلى آخر وقت يريده الله تعالى فيما بقي من العمر» (٨).
__________________
(١) ينظر ص : ٤٦٥.
(٢) ينظر ص : ٤٣٤.
(٣) ينظر ص : ٤٨٥.
(٤) ينظر ص : ٤٤٥.
(٥) ينظر ص : ٣٩٨.
(٦) ينظر ص : ٤٤٨.
(٧) ينظر ص : ٤٤٧.
(٨) ينظر ص : ٤٧٩.