المقدس والخليل ، وإنما أضاف إليها غزة كذلك ، وقد اهتم بالحديث عن القضاة ودورهم وأعمالهم الحسنة في بيت المقدس والخليل ، كما تحدث عن أسباب عزلهم أحيانا ، وذكر كيف وصل بعضهم للمنصب بطرق ملتوية (١).
٢ : ٣ ـ الجغرافيا :
لقد رسم مجير الدين خارطة لمنطقة القدس والخليل في تلك الفترة حيث ذكر كثير من المواقع التي اندثرت في زماننا مثل برج عرب (٢) وقرية قباب الشاورية (٣). ولم يقتصر حديثه عن فلسطين ، وإنما تحدث عن بعض المواقع في بلاد الشام بشكل عام عندما تحدث عن قرية البويضا قرب دمشق ، وكذلك برصة وبلاد الشعشاع (٤) ، وبالنسبة للقدس فقد تحدث عن موقع المسجد الأقصى وقبة الصخرة وتحدث عن سور القدس وأعطاه مقياسا دقيقا من ناحية الطول والعرض بالذراع ، ورسم خارطة جغرافية دقيقة لكل من بيت المقدس والخليل بشوارعها وحاراتها ، ومرافق هذه الحارات من آبار مياه وكروم ، وامتدت موسوعته الجغرافية هذه لتشمل الكثير من المواقع القريبة من بيت المقدس ، أو المناطق الواقعة في الطريق إليها مثل الرملة واللد وعسقلان وأريحا ونابلس (٥).
وأبدى اهتماما واضحا بالرحلات وخصوصا رحلة السلطان الملك الأشرف قايتباي من القاهرة قاصدا بلاد الشام سنة ٨٨٢ ه / ١٤٧٧ م (٦).
٢ : ٤ ـ الجانب الاقتصادي :
واقعة الزيت : تمثل واقعة الزيت وتعليقات مجير الدين عليها قمة المعاناة التي لحقت بسكان المنطقة ، ولهذا فقد انفرد مجير الدين الحنبلي بالحديث عن الأوضاع الاقتصادية في أواخر عهد دولة المماليك وتحديدا في عام ٨٩٦ ه / ١٤٩٠ م ، عندما تم تلزيم سكان بيت المقدس والخليل والرملة وغزة بشراء الزيت من نابلس بالقوة ، وإجبارهم على شراء مقدار معين من الزيت سواء كانوا بحاجة إليه أم لا ، واتباع طرق قاسية وصلت إلى حد حبس الشخص أو أهله ، أو حتى جيرانه ، لإجباره على دفع حصته من شراء الزيت المفروض عليه ، إن سياسة الاحتكار الاقتصادي
__________________
(١) ينظر ص : ٣٩٤.
(٢) ينظر ص : ١١٣.
(٣) ينظر ص : ٢١٦.
(٤) ينظر ص : ٣٢٨.
(٥) ينظر ص : ٩٠ ، ١٠١ ، ١٠٢ ، ١٠٤.
(٦) ينظر ص : ٤١٦.