القول فى أحوال المسند]
[أحوال المسند] :
[أغراض الحذف] :
(أما تركه : فلما مر) فى حذف المسند إليه (كقوله :)
ومن يك أمسى بالمدينة رحله |
|
(فإنى وقيّار بها لغريب) (١) |
______________________________________________________
أحوال المسند
أى : الأمور العارضة له من حيث إنه مسند التى بها يطابق الكلام مقتضى الحال (قوله : أما تركه) قد تقدم وجه التعبير هنا بالترك وهناك بالحذف ، وإنما بدأ من أحوال المسند بالترك ؛ لأن الترك عبارة عن عدم الإتيان به ، والعدم فى الجملة سابق على أحوال الحادث (قوله : فلما مر فى حذف المسند إليه) أى من الاحتراز عن العبث بناء على الظاهر وتخييل العدول إلى أقوى الدليلين وضيق المقام بسبب التحسر ، أو بسبب المحافظة على الوزن واتباع الاستعمال وغير ذلك (قوله : أمسى بالمدينة رحله) أمسى إما مسندة إلى ضمير من ، وجملة بالمدينة رحله خبرها إن كانت ناقصة أو حال إن كانت تامة ، وإما مسندة إلى رحله وبالمدينة خبرها أو حال ـ كذا فى عبد الحكيم (قوله : فإنى وقيار بها لغريب) علة لمحذوف مع الجواب ، والتقدير ومن يكن أمسى بالمدينة رحله فقد حسنت حالته وساءت حالتى ، وحالة قيار ؛ لأنى إلخ ، ولا يصح أن تكون الجملة المقرونة بالفاء جوابا ؛ لأن الجواب مسبب عن الشرط ولا مسببية هنا ، وبهذا ظهر ما قاله الشارح من أن لفظ البيت خبر ومعناه التحسر ، وقوله : بها متعلق بغريب ، والباء بمعنى فى (قوله : فإنى وقيار إلخ) قدم قيار على قوله لغريب للإشارة إلى أن قيارا ـ ولو لم يكن من جنس العقلاء ـ بلغه هذا الكرب ، واشتدت عليه هذه الغربة حتى صار مساويا للعقلاء فى التشكى منها ومقاساة شدتها بخلاف ما لو أخره فلا يدل الكلام على التساوى ؛ لأن فى التقديم أثرا فى الأدلية.
__________________
(١) البيت من الطويل لضابئ بن الحارث البرجمى فى الأصمعيات ص : ١٨٤ وخزانة الأدب ٩ / ٣٢٦ ، ١٠ / ٣١٢ ، ٣١٣ ، ٣٢٠ ، والدرر ٦ / ١٨٢.