الرحل : هو المنزل والمأوى ، وقيار : اسم فرس أو جمل للشاعر ؛ وهو ضابئ بن الحارث كما فى الصحاح ، ولفظ البيت خبر ومعناه التحسر والتوجع. فالمسند إلى قيار محذوف لقصد الاختصار والاحتراز عن العبث بناء على الظاهر مع ضيق المقام بسبب التوجع ومحافظة الوزن ، ولا يجوز أن يكون قيار عطفا على محل اسم إن ، وغريب خبرا عنهما لامتناع العطف على محل اسم إن قبل مضى الخبر لفظا أو تقديرا ،
______________________________________________________
(قوله : والمأوى) مرادف لمقابله (قوله : اسم فرس أو جمل) فى نسخة اسم فرس ، أو جمل ، أو غلام للشاعر ، ففى قيار أقوال ثلاثة كما فى حاشية السيد على المطول (قوله : ضابئ) بالهمزة وبإبدالها ياء ساكنة من ضبأ فى الأرض إذا اختفى فيها (قوله : والتوجع) أى :من أجل الغربة ومقاساة شدائدها (قوله : فالمسند إلى قيار محذوف) أى : وغريب خبر إن لا خبر قيار ؛ لاقترانه باللام وخبر المبتدأ الغير المنسوخ لا يقترن بها إلا شذوذا (قوله : بناء على الظاهر) متعلق بالعبث أى : أن العبثية منظور فيها للظاهر ، وفى الحقيقة ليس ذكره عبثا ؛ لأنه أحد ركنى الإسناد (قوله : مع ضيق المقام بسبب التوجع) أى : من الغربة إن قلت لم يسبق فى المتن فى حذف المسند إليه ذكر لضيق المقام ، فكيف يمثل المصنف للحذف لما مر بهذا؟ قلت :ضيق المقام مندرج تحت قول المصنف فيما مر أو نحو ذلك ، وانظر لم لم يذكر هنا مع النكات تخييل العدول مع تأتيه (قوله : ومحافظة الوزن) عطف على التوجع بدليل أنه فيما يأتى فسر ضيق المقام بالمحافظة على الشعر (قوله : عطفا على محل اسم إن) أى على اسم إن باعتبار محله وهو الرفع بالابتداء وهذا بناء على أنه لا يشترط فى العطف باعتبار المحل وجود المحرز أى : الطالب لذلك المحل ومذهب البصريين أنه لا بد منه ، وحينئذ فلا يصح العطف على محل اسم إن مطلقا ؛ لأن المحرز وهو الابتداء قد زال ويجعلون المعطوف عليه فى مثل هذا محل إن واسمها ـ كذا فى الفنرى (قوله : خبرا عنهما) أى : ولا حذف فى الكلام (قوله : لامتناع العطف) أى : لما يلزم عليه من توجه العاملين المبتدأ وإن إلى معمول واحد هو الخبر ، وليس علة عدم الجواز كون غريب مفردا والمبتدأ شيئان ؛ لأنه وصف على وزن فعيل يستوى فيه الواحد وغيره ، قال تعالى : (وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ)(١).
__________________
(١) التحريم : ٤.