المقدّمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أعظم الحمد ومنتهاه ، وغاية الشكر وأسماه ، حمداً ليس بعده حمد ، تبارك وتعالى الله ربّ العالمين ، والصلاة على نبيّه المصطفى ، ورسوله الأوفى ، ورحمته الكبرى ، وصاحب الشفاعة المرتجى ، محمّد بن عبدالله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعلى أهل بيته المعصومين ، سفن النجاة ، ومنائر الهدى ، وحبل الله الممدود من الأرض إلى السماء.
وبعد : فلعلّ استقراء متون كثير من المصنِّفات المختلفة لمؤلّفي الإمامية ـ وطوال حقب متلاحقة ـ يبيّن بجلاء لا يقبل الشكّ أنّ الكثير من الأصول المهّمة التي اعتمدتها هذه المؤلِّفات كمراجع تستقي منها موادّ بحثها لا زالت متأرجحة بين القطع الحتمي بانعدامها وتلفها ـ لأسباب متعدّدة ـ أو انزوائها مهملة في عالم المخطوطات المتناثر في بقاع هذه المعمورة ، وفي ذلك التصوّر الكثير من الأسباب الموجبة لمضاعفة الجهد في إغناء وتطوير الحركة التحقيقية الرصينة للتراث الشيعي العظيم.
وإذا كانت مؤسّستنا قد وفِّقت بمنّ من الله تعالى ، وببركة أهل بيت العصمة عليهمالسلام ، في أن ترفد بجهودها المتواضعة عموم هذه الحركة التحقيقية المباركة بأشكالها المختلفة ، فإنّها تعتبر مجلّتها الفصلية ( تراثنا ) ميداناً خصباً ومعطاءً في هذا المعترك المقدّس والسامي ، وبشهادة أساتذة الحوزة وفضلائها وذوي الاختصاص والباحثين ، بل ومرجعاً مهمّاً بشؤونها العلمية المتخصّصة.
ويعتبر الباب الذي جهدت ـ بمساعدة الإخوة المحقّقين ـ على تقديمه بشكل