إلّا «حيّهل» و «أنا» ، فإنّه يجوز في الوقف عليه ثلاثة أوجه : الإسكان ، فتقول : «حيّهل» ، و «أن» ، وإلحاق الهاء ، فتقول : «حيهله» و «أنه» ، وقد حكي من كلامهم : «فهذا قصدي أنه» ، وبإلحاق الألف ، فتقول : «حيهلا» ، و «أنا» ، إلّا أن الوقف على «أنا» بالسكون لم يسمع ، بل يجوز بالقياس.
وإنّما وقف على تاء التأنيث ، لأنّها زائدة ، فهي أحمل للتغيير. وإن شئت قلت : إنّما وقفت عليه بالتاء تفرقة بين تاء التأنيث في الاسم وبينها في الفعل ، نحو «قامت» : ومن قال [من الرجز] :
الله نجّاك بكفّي مسلمت (١)
تركها على أصلها.
وإنّما وقفت على المنصوب المنون الصحيح المتحرك ما قبل آخره ، نحو : «رأيت رجلا» ، بإبدال النون ألفا ، لأنّهم رأوا حذف النون إخلالا ، لأنّه حرف معنى فأبدلوا منه ما يشبهه وهو حرف العلة ، وكان ألفا مناسبة للحرف المبدل منه.
ومنهم من يحذف ، فيقف بالسكون. ومنهم من يبدل من هذه الألف همزة ، وسيأتي أنّ الألف تبدل همزة في الوقف على ما في آخره ألف ، وأمّا التشديد فلا يجوز إلّا في الضرورة ، وذلك [من الرجز] :
لقد خشيت أن أرى جدبّا (٢)
والأصل «جدبا» ، ثم نقل من المنصوب ، فلما صار متحركا ما قبل آخره شدّد. ووجه الوقف بالتشديد أنّه لو قال : «رجل» ، لالتبس أنه مبنيّ على السكون ولم يدر أنّ هذا طرأ
__________________
ب «يقال». «من» : اسم استفهام مبني في محلّ رفع مبتدأ. «هوه» : ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع خبر المبتدأ ، والهاء للسكت.
وجملة : «إذا ما ترعرع ...» الشرطية ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «ترعرع» في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة : «فما إن يقال» جواب شرط غير جازم لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «من هوه» في محلّ رفع نائب فاعل ل «يقال».
الشاهد : قوله : «هوه» حيث ألحق هاء السكت بالضمير لكونه مبنيّا على حركة.
(١) تقدم بالرقم ٧٥١.
(٢) تقدم بالرقم ٧٥٠.