و «قمت لإجلالك». فأمّا قوله [من الطويل] :
منّا الذي اختير الرجال سماحة |
|
وجودا إذا هبّ الرياح الزعازع (١) |
ف «سماحة» مفعول من أجله على إسقاط اللام ، وهذا ضرورة ، لأنه ليس بفعل لفاعل الفعل المعلل ، وهو الاختيار.
وإن شئت جعلته مصدرا في موضع الحال.
[٦ ـ المفعول معه] :
وأمّا المفعول معه ، فلا ينتصب أبدا إلّا عن تمام الكلام تقدمه فعل أو لم يتقدمه.
وزعم الصّيمري أنّه ينتصب عن تمام الاسم ، فأجاز : «كلّ رجل وضيعته». وهذا الذي ذهب إليه فاسد ، لأنّ المفعول معه فضلة ، والفضلات لا تنتصب إلّا عن تمام الكلام.
وأصل المفعول معه أن يكون معطوفا ، إلّا أنه عدل به إلى النصب لما لحظ فيه من معنى المفعول به. فإذا قلت : «استوى الماء والخشبة» ، فإنك لحظت معنى «ساوى الماء الخشبة» ، وكذلك «جاء البرد والطيالسة» ، إنّما نصبت لما لحظت «جاء البرد بالطيالسة» ، ولو لا ذلك لرفعت.
ولما كان المفعول معه أصله العطف ، لذلك لم يسغ إلّا حيث يسوغ العطف ، ولذلك لم يجز عند أبي الحسن في قوله تعالى : (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ)(٢). أن يكون «شركاءكم» مفعولا معه ، لأنه لا يسوغ العطف عنده ، لأنّ العرب لا تستعمل «أجمع» في المتفرق بل الذي يستعمل في ذلك «جمع» ، فعلى هذا إنما ينبغي أن يقال : «جمعت» ، فإذا كان كذلك ، فهو منصوب بإضمار فعل تقديره : واجمعوا شركاءكم ، وكذلك ما جاء من مثل هذا محمول على إضمار فعل ، نحو قوله [من الرجز] :
٧٧٠ ـ علفتها تبنا وماء باردا |
|
[حتّى غدت همّالة عيناها] |
__________________
(١) تقدم بالرقم ٣٨٨.
(٢) سورة يونس : ٧١.
٧٧٠ ـ التخريج : الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١٠٨ ، ٧ / ٢٣٣ ؛ وأمالي المرتضى ٢ / ٢٥٩ ؛ والإنصاف ٢ / ٦١٢ ؛ وأوضح المسالك ٢ / ٢٤٥ ؛ والخصائص ٢ / ٤٣١ ؛ والدرر ٦ / ٧٩ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٢٢٦ ؛ وشرح التصريح ١ / ٣٤٦ ؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١١٤٧ ؛ وشرح شواهد