والزائدة تنقسم قسمين : زائدة لمعنى التأكيد خاصة ، وزائدة لغير معنى التأكيد ، فالزائدة للتأكيد ، مثل قوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ)(١) ، لأنّ المعنى : فبرحمة من الله.
والزائدة لغير معنى التأكيد تنقسم قسمين : إمّا كافة أو موطئة. فالكافة هي التي تدخل على الحرف ، وقد كان يعمل ، فتقطعه عن العمل ، مثل «إنّما» وأخواتها. والموطئة هي التي تدخل على اللفظ ، فيسوغ له الدخول على خلاف ما كان يدخل عليه مثل «ربّ».
وذلك أنّ «ربّ» لا تدخل إلّا على اسم فتخفضه ، فلما لحقها «ما» ، وطّأت لها الدخول على الفعل في مثل قوله [من الخفيف] :
٧٧٤ ـ ربما تكره النفوس من الأمر |
|
له فرجة كحلّ العقال |
__________________
(١) سورة آل عمران : ١٥٩.
٧٧٤ ـ التخريج : البيت لأميّة بن أبي الصلت في ديوانه ص ٥٠ ؛ والأزهيّة ص ٨٢ ، ٩٥ ؛ وحماسة البحتري ص ٢٢٣ ؛ وخزانة الأدب ٦ / ١٠٨ ، ١١٣ ، ١٠ / ٩ ؛ والدرر ١ / ٧٧ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣ ؛ والكتاب ٢ / ١٠٩ ؛ ولسان العرب ٢ / ٣٤١ (فرج) ؛ وله أو لحنيف بن عمير أو لنهار ابن أخت مسيلمة الكذاب في شرح شواهد المغني ٢ / ٧٠٧ ، ٧٠٨ ؛ والمقاصد النحويّة ١ / ٤٨٤ ؛ وله أو لأبي قيس صرمة بن أبي أنس أو لحنيف في خزانة الأدب ٦ / ١١٥ ؛ ولعبيد في ديوانه ص ١٢٨ ؛ وبلا نسبة في إنباه الرواة ٤ / ١٣٤ ؛ وأساس البلاغة ص ٣٢٧ (فرج) ؛ والأشباه والنظائر ٣ / ١٨٦ ؛ وأمالي المرتضى ١ / ٤٨٦ ؛ والبيان والتبيين ٣ / ٢٦٠ ؛ وجمهرة اللغة ص ٤٦٣ ؛ وجواهر الأدب ص ٣٦٩ ؛ وشرح الأشموني ١ / ٧٠ ؛ وشرح المفصّل ٤ / ٣٥٢ ، ٨ / ٣٠ ؛ ومغني اللبيب ٢ / ٢٩٧ ؛ والمقتضب ١ / ٤٢ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٨.
اللغة والمعنى : ضاق بالشيء : لم يطقه. غمّاؤها : شدّتها. فرجة : انفراج. يقول : تسلّح بالصبر ، فقد تزول الشدّة من غير مشقّة ، وكم من أمور تكرهها النفوس تنحلّ بأيسر السبل.
الإعراب : ربما : «ربّ» حرف جرّ شبيه بالزائد. ما : نكرة بمعنى «شيء» مبني في محلّ رفع مبتدأ ، وفي محلّ جر بحرف الجرّ. تكره : فعل مضارع مرفوع. النفوس : فاعل مرفوع. من الأمر : جار ومجرور متعلّقان ب «تكره». له : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم. فرجة : مبتدأ مؤخّر مرفوع. كحلّ : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف صفة ل «فرجة» ، وهو مضاف. العقال : مضاف إليه مجرور.